مخاوف من مجازر جديدة وسط أوضاع إنسانية مزرية
لم يمض على الهدنة المزعومة بضع ساعات حتى بدأ النظام بخرق الهدنة في مناطق كثيرة من سوريا، وكان لحمص نصيب أكبر من خرق الهدنة، فالقصف الذي كان موسعاً ما قبل الهدنة ازدادت وتيرته مع دخول الهدنة حيز التنفيذ المزعوم.
دير بعلبة حي شهد اقتحاماً مماثلاً منذ نيسان، الاقتحام الذي خلف أكثر من 243 شهيداً خلال هذا الشهر، 199 منهم عائلات تم إعدامها ميدانياً، حيث تم اعتقال جماعي لمئات الأشخاص ومن ثم تنفيذ عمليات الإعدام التي تبعها غالباً حرق للجثث وتنكيل بها من قطع لرؤوس الضحايا وتشويه للجثث ودفنهم بمقابر سطحية جماعية.
الاقتحام هذا بدأ في رابع أيام العيد، قصف متركز على الأجزاء الغربية والجنوبية من الحي، ومن كافة الحواجز المحيطة، قناصوا النظام اعتلوا سطوح الأبنية المرتفعة المحيطة بالحي وبدأ إطلاق النار على كل النازحين من الحي وعلى السيارات التي تحاول الخروج منه محملة بأبسط الحاجيات.
الحي محاصر منذ شهور، والوضع الطبي في حالة سيئة، في الحي كله مشفى ميداني صغير غير مجهز بأبسط المعدات الطبية وجميع جرحى القصف العشوائي حتى ممن يصابون بشظايا هاون في أطرافهم السفلية معروضون للموت نزفاً، لعدم القدرة على إسعافهم.
بلغ عدد الجرحى خلال يومين من القصف 25 جريحاً أغلبهم في حالة حرجة فلا أدوية ولا أطباء ولا إمكانية لإخراجهم من الحي المحاصر، بينما بلغ عدد الشهداء 11 شهيداً موثقاً بالاسم أكثر من نصفهم استشهدوا بسبب عدم القدرة على إسعافهم.