تقع محطة الوقود التي حدثت فيها المجزرة شمال بلدة المليحة على الطريق الواصل بين بلدتي المليحة و زبدين، وتبعد عن ساحة البلدة نحو 800 متراً.
تفاصيل الحادثة بحسب عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ريف دمشق:
“في يوم الأربعاء الموافق لـ 2/ كانون الثاني/ 2013 كان هناك رتلان طويلان ينتظران أمام كازية النورس. رتل للسيارات وآخر لأشخاص حملوا “البيدونات” لملئها بالبنزين لانقطاعه عن البلدة منذ مدة طويلة، ونحو الساعة 2 عصراً شنّت طائرات الميغ غارة جوية على المحطة. هلع الناس لإنقاذ المدنيين وإخراجهم من تحت الأنقاض وإذ بمدافع النظام تتنقم منهم حيث سقطت قذيفتي هاون في المكان نفسه.
علي، مُسعف ميداني كان على طريق المليحة على بعد نحو ستمئة متر من الكازية حين سمع صوت الميغ وهي ترمي هدفها. أسرع إلى موقع الحدث. شاهد العشرات من الأهالي، السيارات وهي مشتعلة، أشلاء الناس متناثرة، وأصحاب المحال المجاورة أسرعوا يحاولون إطفاء الحريق بوسائل بدائية، وكل همهم أن لا ينفجر خزان الوقود. يقول إن رائحة الموت كانت تطغى على رائحة الدخان وأغلب الموجودين تحولوا إلى “هياكل من الفحم” في ظرف دقائق. بدأ علي بمحاولة إسعاف من يمكن إنقاذه. تفاجأ أنه لم يسبق له طيلة الثورة رؤية مشهد مشابه. لدرجة أن معظم من وجدوا في المكان لم يستطيعوا في البداية المساعدة في انتشال المصابين من هول ما رأوا، وتم العثور على نحو ثلاثين جثة فوق بعضها البعض، بعد سحبهم للسيارات المحترقة، وكأن الشهداء احتموا ببعضهم وبالسيارات لدى قصف المكان، ويروي أن أقسى ما في الأمر هو عدم تمكّنهم من التمييز بين شهيد وشهيد، جميعهم من غير ملامح، لم يعرف ابن منطقة المليحة من ابن منطقة زبدين من النازحين”.
وقد تمكن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ريف دمشق من توثيق مقتل 44 مواطناً بينما تحدث الناشطون عن وجود 31 جثة لم يتم التعرف عليهم بسبب تحولهم ألى أشلاء وقد بلغ عدد شهداء المجزرة 75، عرف منهم 44 شخصاً.