ارتبط ذكر المرأة السورية عبر التاريخ بعظمة نضالها في سبيل النهوض بمجتمعها منذ الانفصال عن الدولة العثمانية إلى التحرر من الاحتلال الفرنسي وصولاً إلى ما تطلبه عهد الاستقلال من نهضة ثقافية واجتماعية كانت السيدة السورية دعامة أساسية فيها.
يصادف يوم الثامن من آذار – مارس هذا العام الذكرى الثالثة بعد المئة ليوم المرأة العالمي، ولسنين خلت رَمَز هذا اليوم بالنسبة للسوريين والسوريات لعيد الاستبداد، حيث وافق تاريخ انتقال السلطة لحزب البعث، واندثر فعلياً معنى هذا اليوم، لكن بروز كفاح المرأة السورية وتحديها للقمع خلال العامين اللذين مرّا على بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا منحا هذا اليوم رمزيته الحقيقية فأعادا للذاكرة تحدي النساء العاملات اللاتي خرجن في عام 1857 للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل خلالها، ورغم وحشية الشرطة في تفريقهن حينها، فقد كانت الحادثة سبباً لطرح مشكلة المرأة العاملة.
وفي الثامن من آذار/ 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر حاملات وروداً وخبزاً في خطوة رمزية لها دلالتها وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. وكانت مسيرتهن بداية تشكل الحركات النسوية، وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار كيوم المرأة الأمريكية سنة 1909. غير أن تخصيصه كعيد عالمي للمرأة لم يتم سوى سنة 1977. وتحول إلى مناسبة عالمية يسلط الضوء خلالها على التحديات التي تواجه النساء في العالم وطرق التغلب عليها.
وحيث أن المرأة هي الضحية الأولى للنزاعات، وتقع على كاهلها أعباء الحرب بشكل خاص، وغالباً ما تكون النساء والفتيات عرضة للعنف الجنسي، ويُعانين بشكل خاص من تحقيق العدالة بسبب وصمة العار التي ترافق الناجيات منهن، فقد سعت الشبكة السورية خلال العامين الماضيين ومنذ بدء الاحتجاجات الشعبية لتوثيق واقع المرأة السورية وما تتعرض له بدقة في محاولة لتسليط الضوء بما يتلاءم مع حجم التضحيات التي قدمتها السيدة السورية، وانتهاكات حقوق النساء التي تعرضت لها، ورغم المحاولات العديدة لوضع الإصبع على الجرح لم تلقَ هذه التقارير رد الفعل المناسب من قبل منظمات حقوق الإنسان أو حتى المنظمات النسوية في العالم.