ساهمت المرأة السورية منذ اللحظات الأولى من انطلاقة الثورة السورية فكانت المتظاهرة و الناشطة و الإعلامية و المسعفة ومختلف النشطات الأخرى ، وتعرضت بسبب ذلك الى صنوف متنوعة من الانتهاكات من القتل و الاغتصاب و التهجير والتعذيب ، واثر تحول النزاع في سورية إلى نزاع مسلح غير دولي ارتفعت وتيرة الانتهاكات بحق المرأة في سورية .
وباعتبار المرأة حاملة لشرف مجتمعها بحسب العرف والتقاليد والثقافة والدين فكان تدمير السلامة الفيزيائية لها هو أحد وسائل هزيمة الطرف الآخر ,ما جعلها عرضة أكبر لهذا الأذى المباشر ابتداءً بالتحرش والاغتصاب إلى الإكراه على الدعارة
وكما في جميع النزاعات المسلحة تحملت المرأة تبعات غياب الرجل زوج أو أخ والذي أضحى إما قتيلاً أو أسيراً أو مقاتلاً في الجبهات، تبعات أخرى كالتبعات الاقتصادية لإعالة نفسها وعائلتها، والتبعات التربوية ، إضافة لتحملها ظروف النزوح واللجوء التي يغلب أن تكون غير مناسبة في مختلف جوانبها ، ناهيك عن تلك الأبعاد النفسية والاجتماعية التي لا تقل قسوة في معظم الأحيان.
إن تكتم الأهالي – في حالات كثيرة – عن خبر اعتقال بناتهن أو خطفهن بسبب الضغوطات الاجتماعية وشيوع نظرية تعرّض المعتقلات للاغتصاب والتحرش داخل السجون، الأمر الذي يجعل من الصعوبة البالغة رصد وتوثيق جميع حالات الانتهاكات الخطيرة ومحاسبة مكافة منتهكيها لاحقاً وبالتالي تحقيق العدالة للضحايا ، ناهيك عن حالة الإحباط وفقدان الثقة بجدوى توثيق الانتهاكات مع انعدام أثر جهود المنظمات الحقوقية بعد عامين من الانتهاكات الكارثية المستمرة، وفضلاً عن أن إغلاق السلطات الحكومية البلاد بوجه هذه المنظمات مما يزيد من تحديات توثيق الانتهاكات بالشكل المأمول.