نستعرض في هذا التقرير تضييق و حصار و نهب القوات الحكومية لقرابة نصف مليون مواطن سوري متواجدين في مدينة قدسيا
تعتمد منهجية التقرير على التحقيقات التي أجراها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في محافظة دمشق مع عدد من الأهالي و الناشطين حيث يحتوي على رواية شاهدين من أهالي البلدة إضافة إلى الأخبار و الصور التي و ردت إلى الشبكة عن طريق ناشطين متعاونين معها من داخل المدينة .
تقع بلدة قدسيا على أطراف محافظة دمشق بالقرب من وادي بردى و هي ذات تعداد سكاني كبير و يصل إلى حوالي 400 ألف نسمة وقد نزح إليها عشرات الآلاف من أحياء دمشق الجنوبية ومن مدن الغوطة الشرقية لأنها تعتبر أكثر هدوءا
في يوم الإثنين الموافق 14-10-2013 بدأ الحصار على البلدة بإغلاق طريق الصفصاف الذي يربط مدينة قدسيا بمدينة دمشق عبر وضع حاجز كبير جدا حيث منعت القوات الحكومية المواطنين من النزول إلى دمشق اثر رفض بعض المواطنين طلب القوات الحكومية نشر صور الأسد في أحياء المدينة .
و في اليوم التالي تم إغلاق حاجز الضاحية في البلدة و هو المدخل الثاني المدينة الذي يربط مدينة قدسيا بضاحية قدسيا وبهذا تم إطباق الخناق على المدينة و فتح الحاجزان للمشاة فقط حيث يضطر الأهالي إلى المشي سيرا على الأقدام مايقارب الأربعة كيلو مترات من أجل الوصول إلى منطقة تدعى ” دمر البلد” من اجل حصولهم على وسيلة نقل توصلهم إلى دمشق .
في يوم الأحد الموافق ل 20-10-2013 سمح عناصر من جيش النظام المتواجدين على الحاجز بإدخال سيارة طحين واحدة للحي
لكن بعد ذلك لم يسمح بادخال أي شيء من طحين أو مواد الغذائية من الدخول إلى المدينة حيث قام الجيش السوري بالاستيلاء على المواد الغذائية و منع ادخالها وتم اغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة بحواجز إسمنية
في يوم الثلاثاء 22-10- 2013 قامت ما يسمى ” اللجان الشعبية” القادمة من حي عش الورد ذي الأغلبية العلوية و القريب من مدينة قدسيا بتشكيل حاجز مؤلف من قرابة ال 50 عنصر من عناصرها عند مكان يدعى ” موقف المنصورة ” في داخل المدينة حيث قامت تلك الميليشيات الشعبية التابعة للحكومة السورية بعمليات سرقة ونهب للأهالي ، كما قامت بإغلاق جميع طرق المدينة الواصلة الى العاصمة دمشق والى جميع المناطق المجاورة لقدسيا ، و منعوا ادخال المواد الغذائية و الطبية أيضا ، و في عملية تكريس سياسة الفصل و التمييز بين أهالي مدينة قدسيا و المناطق المجاورة قامت تلك الميليشيات بتسجيل جميع السيارات في المدينة و منح أصحابها أرقاما من أجل الدخول و الخروج من المدينة ، ولم يكتفوا بكل ذلك بل يقومون بالاستيلاء على أية أغراض منزلية يحاول الأهالي اخراجها معهم أثناء هروبهم خارج البلدة مما يضطر الأهالي للنزوح بملابسهم فقط .
وبدأ الوضع الطبي يعاني من نقص شديد في المواد الأساسية .
قامت القوات الحكومية بنشر عدد كبير من القناصين الذين يتمركزن بشكل رئيسي في حي الورد و حي العرين و هو مايعرف بمساكن الحرس الجمهوري ( جميع قاطني تلك الأحياء من الطائفة العلوية ) ، بالإضافة إلى نشر عدد واسع من القناصين مؤخرا في ضاحية قدسيا ، و هذا شكل حزام موت و تهديد رهيب لأهالي المدينة .
في منتصف ليلة السبت الموافق ل 26/10/2013 قام أحد أولئك القناصين المتمركزين في ضاحية قدسيا باستهداف الشاب أحمد غزال داخل مدينة قدسيا برصاصة في رأسه أدت إلى مقتله على الفور .
اثر جميع تلك السياسات القمعية نزح عشرات الآلاف من أهالي المدينة .
يقول فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان : ” إن تجويع السكان المدنيين في كأسلوب من أساليب الحرب يعتبر جريمة حرب ، و لا يحق للحكومة السورية منع ادخال المواد الطبية و الإغاثية و إن كان لديها الحق في تفتيشها “
أخبرنا المواطن محمد الشامي من أهالي مدينة قدسيا
بالإمكان التواصل مع الشاهد عبر حسابه على السكايب بالصورت و الصورة
alshamyalhr
بدء الحصار على المدينة بتاريخ 14/10/2013 حيث قامت القوات التابعة للنظام السوري بفرض حصار على هذه المناطق ومنع ادخال المواد التموينية وخاصة الخبز عبر الحواجز الأمنية المنتشرة على محيط بلدتي الهامة و قدسيا يتواجد مايقارب / 400.000/ نسمة داخل البلدتين المحاصرتين ويوجدبينهم من أهالي المدن المنكوبة ويقدر عددهم / 100.000 / نسمة معظمهم من النساء والأطفال ، وتبلغ نسبة الأطفال والنساء ضمن الحصار المفروض بحوالي / 55%/ من اجمالي السكان والمهجرين ، حيث ان هذا الحصار يمنع ادخال الطحين والمواد الغذائية بكافة أنواعها والأدوية ، و يمنع على أهالي بلدة الهامة الخروج من البلدة نهائيا تحت تشديد امنية كبير وقسم من أهالي بلدة قدسيا الأصليين ويوجد مشفى في البلدة وهي بحاجة ماسة الى الدواء والى الاوكسجين .
ويبلغ عدد الأطفال دون سن العامين الى حوالي / 8100 / طفل بحاجة الى حليب أطفال ويقدر احتياجات الأطفال من الحليب شهريا حوالي / 23100/ عبوة حليب”.
رواية شاهد عيان من اهالي قدسيا رفض الكشف عن هويته و كان قد تحدث للشبكة السورية لحقوق الإنسان
” سياسة التجويع بدأت فعلياً تُطبق في مدينة قدسيا والهامة المجاورة في ريف دمشق، ولم يعد يُسمح بدخول الخبز والطحين والخضار، كل هذه المواد تتم مصادرتها على الحاجز إذا ما حاول الناس إدخالها، كما أن الجنود على الحاجز يفتشون حتى جيوب الأهالي ويسرقون نقودهم وعلب السجائر إضافة إلى اعتدائهم بالضرب والإهانة حصلت على بعض السكان من الرجال وكبار السن والنساء
إضافة إلى منع حاملي نفوس الهامة وقدسيا من الخروج منها