اللغات
متاح بالـ
لم تتوقف الانتهاكات بحق العاملين في مجال الاعلام على الساحة السورية منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011 ولغاية يومنا هذا ، ورغم ان القوات الحكومية ماتزال في المقدمة من حيث حجم و نوع الانتهاكات بحق الإعلاميين، إلا أن نوع الانتهاكات ووتيرة العنف بحقهم باتت تأخذ منحاً جديدا وتتجلى فيهآثارونتائج القمع وتكميم الأفواه لاسيما في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية وعلى رأسها تنظيم دولة العراق والشام ، اذ ان العمل الاعلامي بات يدخل في طور الرقابة الذاتية “وهي الأخطر” .
فبعد خسارة تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق الكثير من المناطق التي كانت تقع في قبضتها خلال الشهران المنصرمان، يلاحظ انخفاضا ملفتا في وتيرة العنف بحق الفاعلين في مجال الاعلام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ، إلا أنه لايمكن اعتماد انخفاض وتيرة العنف من حيث حجم ونوع الانتهاكات التي رصدت خلال هذا الشهر كمؤشر ايجابي اذا ماقورنت بالاشهر السابقة ، ونؤكد هنا إلى وجود العديدمن الجرائم والانتهاكات لم يتم الكشف عنها ، فما زال مصيرالعشرات مجهولا فهم اما بين معتقل اومفقود او مخطوف (عبدالوهاب الملا –سمر صالح-نور مطر-عبيدة بطل –مؤيد سلوم-فريق سكاي نيوز وغيرهم كثير ) ، اضافة الى اسباب سبق وكررنا ذكرها في تقاريرنا السابقة كان ابرزها هروب العاملين الفاعلين في حقل الاعلام الى خارج الاراضي السورية او توقفهم عن العمل او اضطرار البعض منهم الى الانتساب الى كتائب مقاتلة طلبا للحماية ، هذا كله يضعنا امام حالة من الستاتيك المرضي يمر به واقع الاعلام السوري حاليا لاسيما في ظل فرض قانون الغاب والسلاح ، حيث تسيس الكلمة ويوجه الخبر وفقا لمصالح الاقوى ، الامر الذي يمنع توفربيئة صحية تمارس فيها تعددية وديمقراطية الاعلام فيها بحرية .
وأمام تلك المعطيات المقلقة التي من شأنها أن تقوض الأسس الصحيحة التي يفترض ان تكوَن القاعدة المتينة لانطلاق العمل الاعلامي المهني الحر، والخطر من نتائج طمس الحقيقة ومجريات الأحداث وتكميم الافواه وحجب الصورة والكلمة ……تؤكد الشبكة السورية لحقوق الانسان إدانتها لجميع الانتهاكات بحق حرية العمل الاعلامي ونقل الحقيقة من أي طرف كان ومهما تفاوت نوعها او حجمها ، كما تسعى الشبكة بشكل حثيث إلى مطالبة جميع الأطراف ، احترام حرية العمل الاعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين في مجال الإعلام، مع محاسبة المتورطين في الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين الإعلاميين ، كما تؤكد الشبكة على ضرورة التحرك الجاد والسريع للمجتمع الدولي من أجل الضغط على الحكومة السورية و المجموعات المسلحة وردعها بالوسائل المناسبة.