أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقرير شاملا لجميع المحافظات السورية في 6/حزيران/2013 يرصد التدمير المنهجي و الواسع الذي أصاب المساجد في سورية على خلفية القصف العشوائي و المتعمد من قبل القوات الحكومية وقد وثقنا في ذلك التقرير تضرر مالايقل عن 1451 مابين مدمر بشكل كامل أو جزئي .
ولكن القوات الحكومية استمرت بعد ذلك في استهداف و تدمير المساجد وقد ساهمت عمليات القصف الهائلة على محافظة حلب بالبراميل المتفجرة بتضرر عدد كبير من المساجد .
نشير إلى أن عدد كبير من المساجد يستخدم كمدرسة بالإضافة إلى كونه دار عبادة لأن القصف العشوائي أو المتعمد للقوات الحكومية أخرج مالايقل عن 3874 مدرسة عن العمل بحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان ، كما أن بعض الفصائل المتشددة التابعة للقاعدة تستخدم المدارس كمقرات لها وأيضا بعض فصائل المعارضة المسلحة.
قام الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية السورية بالقاء 3 براميلمتفجرة في محيط مسجد اويس القرني والذي تم تحويله لمدرسة ابتدائية ، بعد ذلك عاد الطيران الحربي و قصف المسجد بصاروخ وقد تسبب ذلك في مقتل ثلاثة أطفال و جرح ما لايقل عن عشرةآخرين .
الشبكة السورية لحقوق الإنسان التقت بشاهد العيان حسن صباغ الذي كان متواجداً في موقع القصف وأخبرنا بروايته :
“قرابة الساعة التاسعة صباحاً .استيقظت على أصوات انفجارات ضخمة, تبينانها ناتجة عن قصف بالطيران الحربي الذي القى 3 براميل متفجرة أحدهااستهدف بناء سكني قرب مسجد الاخلاص وآخر قرب متجر رشيد دربوك وثالث عندجامع فاطمة, ومن ثم سقط صاروخ استهدف مسجد اويس القرني مما ادى لاشتعالالحرائق فيه,هرعت إلى المكان و قمت باسعاف طفلة عمرها حوالي 9 سنوات كان مصابة برجلها.
شاهدت الأهالي يهرعون إلى المكان لتفقد أطفالهم ، الحمد لله كان عددالاصابات محدود نتيجة امتناع أغلب الاهالي عن ارسال اولادهم إلى الجامعللدراسة في الفترة الأخيرة بسبب إزدياد وتيرة القصف على حلب بالبراميل “
يقول فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان : ” لقد ثبت لنا أن غالب قصف القوات الحكومية لايخدم أهداف عسكرية بل هي عبارة عن عقوبة مقصودة للسكان المدنيين ، وغالبا مايحدث القصف قتلا ودمارا واسعين ولايميز بين أعيان مشمولة بالحماية أو غيرها”
الشبكة السورية لحقوق الانسان التقت مع السيد مروان حجار الذي كان قريبا من المنطقة عند القصف :
“صباح يوم 24\12\2013 كنت في حي الانصاري بالقرب من حي السكري, بعد انسقطت عدة براميل على الحي توجهت إلى البيت لأتفقد أهلي, مررت بالقرب منشارع جامع أويس و شاهدت حالة فوضى في المكان وسيارتي اسعاف تخرجان بسرعة
من الشارع وسيارة اطفاء تحاول اخماد الحريق سألت عن السبب فأخبرني الناسان صاروخا أصاب المسجد. كان هناك عائلة “أم واب وشاب” يحاولون الدخولعبر الحريق الى داخل الجامع بحثا عن ابنهم الذي كان يدرس فيه , شاهدتطفلة جريحة قام المسعفون بأخذها وشاهدت جثة لطفلة حوالي 10 سنوات كانتمغطاة في الشارع ويأتي الناس للتعرف عليها , كان هناك دمار كبير في مبنى
الجامع وفي القاعات التي تم تحويلها إلى مدرسة داخله حيث دمرت بشكل كامل”