كما هو معروف لدى الحقوقيين فإن هناك تعريفات عديدة للمجزرة ،و إن كان التعريف الأكثر انتشارا بأنها عملية القتل الجماعي ل 5 أشخاص أو أكثر غير قادرين عن الدفاع عن أنفسهم و ذلك في مكان محدد و عملية محددة .
و وفقا لهذا التعريف فإن القوات الحكومية عبر عمليات القصف العشوائي أو المتعمد بالقنابل البرميلية والصواريخ و قذائف الهاون والمدفعية وغيرها, ترتكب يوميا مالايقل عن 5 مجازر ، ويتجاوز ضحايا هذه المجازر حاجز ال 30 ألف قتيل , ولكننا في هذا التقرير سوف نركز على أضخم المجازر التي قامت القوات الحكومية بارتكابها ونشير إلى أن العديد منها قد ارتكب على خلفية تطيهر اثني كما حصل في بانياس في محافظة طرطوس و جديدة الفضل في ريف دمشق وفي عدة مناطق في محافظة حمص الأكثر تعرضا لهذا النوع من المجازر الاثنية .
فقد قامت القوات الحكومية بارتكاب مالايقل عن 119 مجزرة من بينهم 22 مجرزة تجاوز عدد الضحايا فيهم حاجز ال 50 شخص في المجزرة الواحدة .
خلفت هذه المجازر مالايقل عن 6314 قتيل بينهم 6234 مدنياً بينهم 1064 طفل و 741 سيدة بينهم 3 سيدات حوامل .
بينما قتل 80 شخص من المقاتلين خلال تلك المجازر مما يشير الى استهدافها المباشر للأهالي المدنيين .
نشير الى أن هذا ماتمكن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان من توثيقه ونؤكد أن هناك العديد من الحوادث حصلت ولم نتمكن من الوصول إليها أو الحصول على تفاصيلها ،وسط الحجم الهائل للانتهاكات المرتكبة يوميا، و وسط الحظر المفروض علينا من قبل السلطات السورية ،والمخاطر الأمنية أيضا ،وبالتالي فإن أعداد الضحايا تبقى في حدها الأدنى.
تصدرت مجزرة الغوطتين الشرقية والغربية في يوم الاربعاء 21 / اب اغسطس من عام 2013 والتي تم فيها استخدام السلاح الكيماوي من قبل قوات الحكومة السورية قائمة المجازر الاكثر دموية حيث راح ضحيتها 913 شخص بينهم 212 طفل 168 سيدة .
لاحظ فريق الباحثين في هذه الدراسة ازديادا ملحوظا في مستوى العنف في عام 2013 حيث ارتفع عدد الضحايا من الاطفال والنساء في هذا العام بشكل كبير مقارنة بعام 2012 بينما تميز عام 2012 بارتكاب أكبر عدد من مجازر التطهير الاثني.
فعلى سبيل المثال في نهاية عام 2013 توسعت قوات الحكومة السورية في استخدام القنابل البرميلية المتفجرة والتي حصدت في مدينة حلب وحدها في الفترة الواقعة بين 15/كانون الأول/ 2013 و 24 / كانون الأول/2013 أي خلال أسبوع تقريبا اكثر من 560 قتيلا بينهم بينهم 148 طفلا و 63سيدة .
الدراسة الحالية تتضمن استعراض ل 23 مجزرة تعتبر أكبر المجازر التي ارتكبتها قوات الحكومة السورية بحق المدنين منذ عام 2011 ولغاية اليوم ،والتي تسببت بحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الانسان بمقتل اكثر من 3941 منهم 66 من عناصر المعارضة المسلحة و 3874 مدني بينهم 601 طفل و 568 سيدة بينهم 3 سيدات حوامل .