أولاً: على الحاجز الأمني:
في يوم الأربعاء الموافق ل 2/نيسان كنت أنوي السفر إلى لبنان مع زوجي، فتوجهت إلى منطقة الكراجات الواقعة في حي طرابلس في مدينة حماة، أوقفني حاجز تابع للأمن العسكري في تلك
المنطقة، وطلب مني هويتي، وعندما أعطيته الهوية، أخبرني أني مطلوبة لأمر بسيط سينتهي خلال دقيقة من الاستجواب (سؤال وجواب)، فنزلت من السيارة ودخلت معهم إلى الحاجز، وعندما أصبحت داخل الحاجز انهالوا علي بالضرب والشتائم المخجلة، وقاموا بتفتيشي تفتيشاً دقيقاً من ملابسي إلى حقيبة يدي، مع توجيه الكلام البذيء لي، ثم قاموا بتكبيل يديّ إلى الخلف مباشرة، وبعد نصف ساعة من التهديد والوعيد والشتائم، وضعوني في باص للشبيحة وأخذوني إلى فرع الأمن العسكري بحماة.
ثانياً: في فرع الأمن العسكري:
عندما وصلت إلى فرع الأمن العسكري، انهالوا عليّ بالشتائم والكلام المشين نفسه، وأيضاً قاموا بتفتيشي مرة أخرى، وكانت يداي مكبلتين للخلف، وبعد الانتهاء من التفتيش، أنزلوني إلى المنفردة التي كانت موجودة في الطابق السفلي، وكانت عبارة عن حمام (تواليت) مساحته متر ونصف في متر، وبقيت فيها لليوم التالي.
في اليوم التالي 3/نيسان قام المحقق بطلبي للتحقيق، قاموا بتكبيلي وتعصيب عينيّ وعندما دخلت غرفة التحقيق، بدأ المحقق أسئلته المترافقة مع الضرب على وجهي والرفس بحذائه، وقام بسؤالي تحديداً عن نشاطي التطوعي في الهلال الأحمر والرعاية الاجتماعية، ولم يكن لدي شيء مخالف للقانون في عملي، ولكنه حاول أن ينتزع أجوبة مني حول مساعدتي للجيش الحر عن طريق الهلال الأحمر، ودعم أهالي الجيش الحر في حماة، ولكن لم تكن أجوبتي بالنفي تعجبه، فانهال علي بالضرب والشتائم مرة أخرى، ثم نزع العصبة عن عيني وأمر بجلب معتقلين آخرين وجعلني أراهم كيف يقومون بتعذيبهم بالجلد ووضعهم في الدولاب وضربهم وشبحهم. كان يريد مني فقط أن أذكر له أسماء أشخاص في الجيش الحر، وأني على صلة بهم، ولكني لم أذكر له شيئاً، ثم بدأ يسألني كيف أقيّم من يموت إن كان شهيدأ أم قتيلاً.