مازالت الأفرع الأمنية في سوريا حتى لحظة كتابة هذا التقرير تمارس أفظع أنواع التعذيب المنهجي بشكل يومي، وهذا يؤدي إلى مقتل ما لايقل عن خمس أشخاص يومياً بسبب التعذيب فقط، وعلى الرغم من أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت دراسة موسعة بتاريخ 1/نيسان/2013 تتحدث حول هيكلة الأفرع الأمنية، وجميع قادتها في تلك الفترة، فإننا ونتيجة للروايات والصور العنيفة جداً التي تردنا من الفرع 215 (سرية المداهمة)، كان لابد من تسليط الضوء على هذا الفرع تحديداً، وبحسب تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن الفرع 215 وحده يحتوي على ما لايقل عن 7500 محتجز تُمارَس عليهم جميعاً أفظع أساليب التعذيب الوحشي.
وعلى الرغم من وجود أربعة أفرع استخبارتية رئيسة هي:
– المخابرات الجوية (الأمن الجوي)
– المخابرات العسكرية (الأمن العسكري)
-المخابرات العامة (أمن الدولة)
– الأمن السياسي
فإن أقسى عمليات التعذيب تتم داخل فرع المخابرات الجوية وفرع المخابرات العسكرية، والفرع 215 يتبع إليها.
ثانياً: المنهجية:
اعتمدت منهجية التقرير بشكل رئيس على لقاءات مباشرة أو هاتفية لناجين من الاعتقال ذكوراً وإناثاً، تحققت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من وجودهم داخل الفرع 215، وقد انتقينا من حوالي 65 شهادة مايقارب 11 شهادة أوردت معلومات متنوعة، وقد تم تغيير أسماء الشهود بناءً على رغبتهم لدواعٍ أمنية، كون كثيرين منهم مازالو داخل سوريا.