بلا طفل… بلا زوج… بلا وطن… ويبقى الأمل
الأم السورية هي الأعظم حزناً في العالم، والأعظم أملاً، فقدت زوجها، أو أولادها، ربما الاثنان معاً، تم تهجيرها، والاعتداء عليها، لكن الأمل مازال مشرقاً في عينيها، مستمرة في البذل والعطاء والتضحية، وقلبها مفعم بالشوق إلى الحرية والانتصار لأبنائها ووطنها.
تُقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان حصيلة الأمهات الضحايا بما لايقل عن 5280 أمٍ، كما أن هناك ما لايقل عن 68 ألف أم تحولت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها، وقتل في سوريا ما لايقل عن 18572 طفلاً بما يوازي ذلك فقدان الأم لطفلها الذكر أو الأنثى.
يبقى دائماً الجزء الأكثر ألماً، حيث ما تزال قرابة 180 أمٍ داخل مراكز الاحتجاز، يتعرضن للتعذيب والاعتداء، وقد سجلنا منذ آذار/ 2011 وحتى 21/ آذار/ 2015 ما لايقل عن 11 حالة ولادة داخل مراكز الاحتجاز الحكومية.
كما مارست القوات الحكومية عمليات اعتقال وتعذيب للأمهات أمام أزواجهن أو أبنائهن بهدف نزع الاعترافات، وفي حالات أخرى يتم اعتقال الأم من أجل الضغط على زوجها أو ابنها لتسليم نفسه.
في بلدان اللجوء تحمل المرأة عبء إعالة الأسرة، بسبب فقدان الزوج أو الابن، أو بقائه داخل سوريا، وهذا ينطبق على قرابة 25% من النساء اللاجئات تقريباً، وبلغ مجموع الولادات في بلدان الطوق فقط ما لايقل عن 85000 حالة ولادة، يُعاني أغلب الأطفال من مشكلة الحرمان من الجنسية.
بالرغم من كل ذلك لا بد أن يستمر تخليد تضحيات ومعاناة الأم السورية، ويبقى الأمل في محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحقهن هو الدافع الرئيس للاستمرار في البذل مهما طال الزمن.