استخدام القوات الحكومية للغازات السامة وإهانة مجلس الأمن
ملخص تنفيذي:
استخدمت القوات الحكومية غازات يُعتقد أنها كيميائية في 28 حادثة، منذ أول حادثة بتاريخ 23/كانون الأول/ 2012 التي استهدفت حي البياضة بحمص، وآخرها كان في يوم الإثنين 21/ تموز/ 2013، استهدفت حي مخيم اليرموك جنوب دمشق، خلفت تلك الهجمات مقتل 83 شخصاً، وإصابة 1271 آخرين. الرجاء النظر في تقارير ودراسات سابقة للشبكة السورية لحقوق الإنسان تُعرض فيها جميع تلك الحوداث بالتفصيل.
بعد هجوم الغوطتين، ونتيجة للزخم العسكري الأمريكي والأوربي والعربي بهدف حماية المدنيين في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، خارج نطاق مجلس الأمن المعطل، وقَّعت الحكومة السورية بتاريخ 14/ أيلول/ 2013 اتفاقية الانضمام لاتفاقية نزع وتدمير الأسلحة الكيميائية، وبتاريخ 27/ أيلول/ 2013 صدر القرار 2118 وقد تضمنت الفقرة 21 بنداً ينص بتدخل مجلس الأمن تحت الفصل السابع في حال الإخلال بالاتفاق من قبل الحكومة السورية.
استبشر السوريون خيراً بقرار مجلس الأمن 2118 بأن أبناءهم لن يموتوا خنقاً، ولن يقفوا مذعورين أمامهم، وخاصة وأنه قد صدر تحت الفصل السابع.
وفعلاً فقد توقفت القوات الحكومية مدة عن قتل السوريين عبر استخدام الغازات السامة، واستمرت عمليات القتل عبر التعذيب، صواريخ سكود، قنابل برميلية، ذخائر عنقودية، مدفعية، هاون، وهذه الأسلحة التقليدية هي التي قتلت 99% من السوريين، بينما جميع الهجمات بالأسلحة الكيميائية قتلت 1%.
بعد برود الموقف الدولي تجاه القوات الحكومية، والحماية الروسية – الصينية، عادت القوات الحكومية مع بداية عام 2014 لاستخدام الغازات السامة، فقد سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أبحاث متعددة حملت عناوين “لايوجد خط أحمر” والتقرير التالي بعنوان “ما وراء الخط الأحمر” والعديد غيرها (متوفرة في ملحقات هذا التقرير).
بلغ عدد الخروقات الموثقة من قبل القوات الحكومية لقرار مجلس الأمن 2118 الصادر بتاريخ 27/ أيلول/ 2013 حتى تاريخ طباعة هذا التقرير ما لايقل عن 78 خرقاً، من بينها 6 خروقات حصلت بعد قرار مجلس الأمن 2209 الصادر بتاريخ 6/ آذار/ 2015، وذلك في 32 منطقة في سوريا، تسببت تلك الهجمات في مقتل 59 شخصاً خنقاً، مسجلين لدينا بالاسم والتاريخ والصورة والمكان، يتوزعون على النحو التالي:
• 29 مسلحاً.
• 30 مدنياً، بينهم 11 طفلاً و6 سيدات.
كما بلغت أعداد المصابين قرابة 1370 شخصاً.
يقول فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“أهان النظام السوري المجتمع الدولي كله وخصوصاً الدول الغربية، وبشكل خاص الولايات المتحدة كونها راعية القرار 2209؛ عبر استخدام غاز الكلور بعد أربعة أيام فقط من صدور القرار، لا يجب أن يكون مصير الملايين من الشعب السوري وأرواحهم معلقة وفقاً لصفقة الاتفاق النووي الإيراني”.