ملخص تنفيذي:
يوم الخميس 25/ حزيران/ 2015، أعلن تجمع فصائل الجبهة الجنوبية التابع للمعارضة المسلحة عن بدء معركة “عاصفة الجنوب” للسيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية في مدينة درعا جنوب سوريا.
تحتوي تلك المناطق في المدينة على المراكز الأساسية لمؤسسات الدولة الخدمية، والأمنية، والإدارية، وتتمركز القوات الحكومية (الجيش، الأمن، الميليشيات المحلية والأجنبية) داخل منطقة درعا المحطة، التي تشمل أربعة أحياء سكنية هي: حي الصحاري، حي المطار، حي شمال الخط، وحي المحطة المركزي الذي يضم المشفى الوطني، وفرع الأمن العسكري، والأمن السياسي ومبنى الحزب، واللواء 132 مدرعات، الذي يمتد من حي الصحاري حتى ضواحي درعا الغربية، ويقع على بابها الشمالي مدينة الباسل الرياضية التي اتخذت منها القوات الحكومية مركزاً عسكرياً لإدارة عمليـاتـها العسكـرية في محـافظة درعـا كـاملة.
اشتدت وتيرة المعارك والقصف بين الطرفين خلال اليومين الأولَين لانطلاق المعركة، ثم انخفضت وتيرتها بعد ذلك، خاضت خلالها الفصائل المسلحة اشتباكات عنيفة ضد القوات الحكومية على محاور عدة في المدينة.
ومع انطلاق هذه المعركة كثفت القوات الحكومية قصفها الجوي والمدفعي على مناطق عدة في المدينة تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، أبرزها: (حي درعا البلد، حي طريق السد، حي المنشية) وبعض القرى المجاورة لها، لاسيما قرية عتمان (تقع إلى الشمال من مدينة درعا وهي ملاصقة لها)، وقرية النعيمة (تقع إلى الشرق من مدينة درعا على بعد 4 كم)، وقرية نصيب الحدودية (تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة درعا على بعد 9 كم).
اعتمدت القوات الحكومية على سلاح الطيران بشكل رئيس حيث ألقت ما لايقل عن 127 قنبلة برميلية، أُلقي نصفها تقريبا على مدينة درعا وحدها، إضافة إلى 38 صاروخاً من الطيران الحربي الحكومي، إضافة إلى عشرات قذائف المدفعية والهاون، في المقابل اعتمدت فصائل المعارضة المسلحة على الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون والقصف المدفعي، تسبب ذلك في وقوع ضحايا في صفوف المدنيين من قبل الطرفين، إلا أن قصف القوات الحكومية ونظراً لامتلاكها القوة النارية الأكبر وسلاح الطيران وعدم الاكتراث بقصف الأحياء تسببت بوقوع الكم الأكبر من الضحايا والجرحى المدنيين.
منذ 25/ حزيران/ 2015 تسببت القوات الحكومية بمقتل 54 مدنياً، بينهم 19 طفلاً، و12 سيدة، قتلوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي على أحياء مدينة درعا وقرية نصيب والنعيمة وعتمان، كما أصيب قرابة 481 آخرين.