النظام الروسي يستمر في ارتكاب انتهاكات ترقى لجرائم حرب في سوريا
أولاً: المقدمة والمنهجية:
انضمت القوات الروسية منذ 30/ أيلول/ 2015 كطرف رئيس في النزاع السوري، وقد أصدرنا تقريرين سابقين تحدثنا عن الانتهاكات التي ارتكبتها تلك القوات عبر عمليات القصف العشوائي على أهداف مدنية بحتة، وما خلفته من قتل لمدنيين ودمار لأبنية ومنشآت حيوية، وفي هذا التقرير الخاص نرصد حادثة بارزة تم فيها استخدام قنابل فوسفورية لم نرصد مثلها سابقاً، فلقد وثقنا استخدام النظام السوري للقنابل الفوسفورية في تقارير سابقة.
وكما في المنهجية المتبعة في التقارير الخاصة بتوثيق الهجمات الروسية التي أوردناها في التقريرين السابقين، تم اعتمادها تماماً في هذا التقرير، وقد أوردنا فيه أيضاً ثلاث شهادات، وقد قمنا بعمليات تحليل الصور ومقاطع الفيديوهات التي وردتنا والمنشورة أيضاً على شبكة الإنترنت، كما قمنا بعمليات مقاطعة بين كل تلك المعلومات ومعلومات صرح بها الإعلام المحسوب على السلطات الروسية، وقد تحدث الشهود باللغة العربية، وقد بينا لهم الهدف من هذه المقابلات وحصلنا على موافقتهم في استخدام المعلومات، كما تم تغيير بعض الأسماء الحقيقية، ونحتفظ بكافة عناوين الاتصال لجميع الشهود.
من أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهنا من أجل التمييز بين مرتكبي الجرائم، النظام السوري أم النظام الروسي، هو أن أهدافهم مشتركة فهي تركز إلى حد بعيد على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بنسبة 85% كما ذكرنا ذلك سابقاً، مقابل 15% لأهداف تستهدف مناطق خاضعة لتنظيم داعش، لكن ما يساعد إلى حد بعيد في التمييز بين الهجمات كون المجتمعات السورية المحلية وبعد سنوات من القصف اليومي المستمر لطيران النظام السوري، قد أصبح لديهم وللأسف الشديد خبرة عالية في أنواع الأسلحة التي تستخدمها قوات النظام السوري، وأيضاً خبرة جيدة في أنواع الطائرات الحربية والمروحية وسرعتها وارتفاع تحليقها.