الخوذ والأيادي البيضاء
أولاً: المقدمة:
تسبب إشراك النظام السوري للأسلحة الثقيلة التابعة للجيش السوري كالدبابات والمدفعية منذ صيف 2011، ولاحقاً سلاح الطيران والصواريخ الحربية منذ مطلع عام 2012، بارتفاع مخيفٍ في عمليات القتل والدمار، وقد سجلنا مقتل مئات الحالات تحت الأنقاض بسبب تأخر عمليات إزالة الأنقاض، كما سجلنا مئات حالات الوفاة الأخرى بسبب تأخر إسعاف الجرحى، في ظل تلك الظروف كان لابد من ولادة منظمة تعنى بعمليات الدفاع المدني، وقد تأسست وبدأت ممارسة نشاطها في آذار/ 2013 من محافظة حلب، وتوسع انتشارها لتشمل مختلف المحافظات السورية، وتركّز عملها بشكل خاص لتلبية الاحتياجات والخدمات السريعة والمباشرة التي تلي عمليات القصف ومايُخلفه من قتلى وجرحى ودمار، انضم إلى منظمة الدفاع المدني المئات من الموظفين والمتطوعين، ويتوزعون على قرابة 119 مركزاً، قدموا خدمات لعشرات الآلاف من المواطنين السوريين دون تمييز.
تشمل خدمات الدفاع المدني السوري عمليات الإسعاف والإنقاذ وإخماد الحرائق وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض وإجلاء الجرحى، وتُساهم فرق الدفاع المدني بشكل فعال في أعمال إزالة الأنقاض والركام، وتوصيل المياه وإصلاح شبكات الكهرباء المتضررة نتيجة القصف، إضافة إلى ذلك يقوم عناصر الدفاع المدني وبشكل خاص النساء منهن بمتابعة أوضاع الجرحى والإسعافات الأولية والعناية بالأطفال والسيدات الحوامل.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“نظراً للخدمات الجليلة التي قدمها الدفاع المدني السوري، كان مصيره كمصير الفرق الطبية والإعلامية من انتهاكات متعمدة عبر عمليات قصف متعمدة، وبشكل خاص من قبل الطيران الحربي للنظام وحلفائه، عبر تكرار سياسة الضربة المزدوجة*”.
*سياسة الضربة المزودجة: هي سياسة اتبعها النظام السوري والروسي، تقوم على مبدأ إعادة قصف الموقع المستهدف ذاته بعد مضي عدة دقائق؛ بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، ومن كوادر الدفاع المدني وفرق الإسعاف والأطباء.