ما لايقل عن 300 ألف نسمة محاصرون في المدينة
أولاً: المقدمة:
تخضع الأحياء الشرقية لمدينة حلب (حي صلاح الدين، حي المشهد، الشعار، طريق الباب، كرم الجبل، الخالدية، مساكن هنانو…) لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة منذ نهاية عام 2012 ترتبط هذه الأحياء مع الريف الشمالي والغربي لمدينة حلب عبر طريق الكاستيلو، الذي سعت القوات الحكومية (الجيش والأمن والميليشيات الأجنبية والشيعية الموالية) للسيطرة عليه بعد أن ساعدها التدخل العسكري الروسي في 30/ أيلول/ 2015 بشكل رئيس في الوصول إلى ذلك.
تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (بشكل رئيس قوات حزب الاتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني) على حي الشيخ مقصود القريب من طريق الكاستيلو، حيث تقوم هذه القوات أيضاً بعمليات استهداف للسيارت والمارة في هذا الطريق؛ ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، بينهم 3 عبر عمليات القنص، و5 عبر قذائف المدفعية، في المدة بين أيلول/ 2015 حتى أيار/ 2016، وذلك قبل تقدم القوات الحكومية إلى طريق الكاستيلو.
في نهاية أيار/ 2016 تقدمت القوات الحكومية إلى نقاط عسكرية قريبة من طريق الكاستيلو دون أن تتمكن من السيطرة عليه بشكل كامل، وبالتالي أصبح الطريق وهو المنفذ الوحيد لسكان أحياء حلب الشرقية إلى الريفين الشمالي والغربي هدفاً للقذائف والصواريخ والغارات الحكومية والروسية.
في 7/ تموز/ 2016 تقدمت القوات الحكومية بمساعدة ميليشيات محلية وأجنبة على منطقة مزارع الملاح وباتت مطلة على الطريق بشكل مباشر وفي 10/ تموز/ 2016 بدأت هذه القوات باستهداف أي آلية تمر عبره ليتم بذلك تشديد الحصار على ما لايقل عن 300 ألف نسمة تقطن الأحياء الشرقية في المدينة، ومن ناحية أخرى تساهم قوات سوريا الديمقراطية في حصار أحياء حلب المذكورة عبر سيطرتها على حي الشيخ مقصود وعدم تسهيل مرور المساعدات والمدنيين.
يُسلط هذا التقرير الضوء على انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وبشكل رئيس حصار وقصف أحياء حلب الشرقية خلال المدة الواقعة بين 10/ تموز/ 2016 حتى 23/ تموز/ 2016 أي منذ بدء الحصار حتى الآن، وتداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين.
تعتمد منهجية هذا التقرير على أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان الناتج عن حالات المراقبة والتوثيق اليومية المستمرة لجميع تلك الأيام وبشكل تراكمي، جميع الإحصائيات الواردة فيه مسجلة بالاسم والصورة ومكان وزمان الوفاة، وغير ذلك من التفاصيل، نظراً للصعوبات الاستثنائية وعدم تمكننا من زيارة المنطقة، واعتمادنا المباشر على روايات الناجين أو مَن شاهد الحادثة، فإن ماورد ذكره في هذا التقرير يُمثل الحد الأدنى من الانتهاكات التي تمكنا من توثيقها، وبكل تأكيد فإن الإحصائيات الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.