إرهاب الدولة أفظع من إرهاب الجماعات المتشددة
ادّعى النظام الروسي أنه تدخل في سوريا لحماية الشعب السوري من إرهاب تنظيم داعش المتطرف، ومن وجهة نظرنا فإن المجتمع السوري يُرحِّب بكلِّ من يُخلِّص بلاده من التنظيمات المتشددة، لكن بأساليب عملية حقيقية، وأن لاتكون مجرد شمَّاعة لتبرير وأنسنة التدخل العسكري، فنحن لم نلمس حتى الآن أساليب جدية في حماية المجتمع السوري من التنظيمات المتطرفة لامن قِبَلِ القوات الروسية ولامن قِبَلِ قوات التحالف الدولي، وكل ماتم هو فعل عسكري دون حاضنة مجتمعية أولاً، ودون حماية المدنيين السوريين من توحش النظام السوري وهذا هو المبرر والمستند الأساسي لوجود مثل هذه التنظيمات المتشددة.
وهنا يجب التنويه لأمر في غاية الأهمية وهو أن تنظيم داعش قد أعلن عنه في سوريا بتاريخ 9/نيسان/ 2013، بينما دخلت القوات الروسية إلى سوريا بتاريخ 30/ أيلول/2015 أي بعد قرابة العامين والنصف كمدة زمنية، وعلى الرغم من ذلك فقد فاقت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلتهم القوات الروسية حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلهم تنظيم داعش، بحسب التقرير الأخير للشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان “الساحة الحمراء في روسيا تصبغ بالدم السوري” الصادر في 16/ آب/ 2016 وبحسب 14 تقريراً آخرين عن الانتهاكات التي قامت بها القوات الروسية منذ تدخلها.
قتلت القوات الروسية منذ تدخلها في 30/ أيلول/ 2015 حتى نهاية تموز/ 2016 ما لايقل عن 2704 مدنيين، بينهم746 طفلاً، و514 سيدة، ومن بين الضحايا:
كوادر طبية: 28 من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات.
إعلاميون: 10 إعلاميين.
جميع ذلك مسجل لدينا بالاسم وتاريخ ومكان وكيفية القتل، وغير ذلك من التفاصيل.
قتل تنظيم داعش منذ تأسيسه في 9/ نيسان/ 2013 حتى نهاية تموز/ 2016 ما لايقل عن 2686 مدنياً، بينهم 368 طفلاً و323 سيدة، من بين الضحايا:
كوادر طبية: 34، بينهم 4 طبيبات، و11 ممرضة.
إعلاميون: 57 إعلامياً بينهم صحفيون ومصورون أجانب.