ربع مليون محاصر يتعرضون للقصف والقتل بهدف التغيير الديمغرافي، ومازال مجلس الأمن متفرجاً
أولاً: المقدمة:
قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتوثيق الخروقات التي ارتكبتها أطراف النزاع عند إقرار بيان وقف الأعمال العدائية الثاني في 12/ أيلول/ 2016 واستعرضناها في ثلاثة تقارير وثقنا فيها ما لايقل عن 242 خرقاً ارتكب النظام السوري وحليفه الروسي أكبر عدد وأعظم حجم من تلك الخروقات.
منذ إعلان انتهاء مدة بيان وقف الأعمال العدائية يوم الإثنين 19/ أيلول/ 2016 صعَّدت القوات الحكومية وحليفتها الروسية من وتيرة هجمات القصف العشوائية، ومن عملياتها العسكرية في مختلف المناطق السورية، وبشكل خاص على أحياء حلب الشرقية، التي يركز هذا التقرير على أبرز ماحصل فيها من انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال أسبوع من انتهاء بيان وقف الأعمال العدائية الثاني.
تخضع أحياء حلب الشرقية للحصار منذ بداية شهر أيلول/ 2016 وتشهد ترديَّاً في الوضع الطبي في ظلِّ نقص الإمكانات الطبيَّة وعجز المشافي والنقاط الطبية عن استقبال أعداد كبيرة من المصابين، وقد أعلنت بعض تلك المشافي عدم مقدرتها على استقبال الجرحى وأطلقت بعض المراكز الطبية نداءات للتبرع بالدم، كما تسبب استهداف مراكز الدفاع المدني بتقليص قدرة عناصره على انتشال وإسعاف الضحايا وإطفاء الحرائق الناجمة عن القصف المتواصل على المدينة.
حيث يقوم النظام السوري وحلفاؤه بمنع دخول المساعدات، وأية عملية خروج ودخول للأهالي، بل وقامت القوات السورية والروسية في 19 أيلول الجاري بقصف قافلة الأمم المتحدة التي كانت تحمل مساعدات، كما وثقنا ذلك في تقرير سابق “أدلة متعددة تشير إلى تعمد القوات الحكومية والروسية قصف قافلة الأمم المتحدة”، ولم تدخل تلك الأحياء أية مساعدات حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“لايتحمل النظام السوري والروسي والإيراني وحدهم مسؤولية مايجري من عمليات قتل وتدمير ممنهج يتم تصويرها وبثها كل ساعة، بل تُشاطرهم المسؤولية جميع دول مجلس الأمن الدولي، وتتعداهم إلى كافة مسؤولي الأمم المتحدة، والباحثين من صناع القرار حول العالم، لاتكفي أهالي حلب عبارات الإدانة والشجب، الجرحى متوسطو الإصابة يموتون فقط بسبب نقص العلاج والدواء”.
رصد فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان هذه الحوادث والهجمات ضمن سياق عمليات المراقبة والتوثيق اليومية، وقمنا بمتابعتها والتحدث مع ناجين من الهجمات أو مع أقرباء للضحايا أو مع شهود عيان على الحوادث، كما قمنا بمراجعة الصور والفيديوهات التي وردتنا وتحققنا من صدقيتها، حيث أظهرت هذه الصور حجم الدمار الكبير الذي طال أحياء حلب الشرقية، واستهداف المساجد والمدارس والمشافي وغيرها من المراكز الحيوية المدنية، كما أظهرت بعض الصور مخلفات لأسلحة حارقة استخدمتها قوات نعتقد أنها روسية، ونحتفظ بنسخ من جميع مقاطع الفيديو والصور المذكورة في هذا التقرير.