مقتل 38 مدنياً في قصف ثلاث مدارس في قرية حاس بمحافظة إدلب
أولاً: مقدمة:
تقع قرية حاس بين مدينة معرة النعمان شرقاً ومدينة كفر نبل غرباً، وتبعد عن مدينة معرة النعمان قرابة 8 كم، تخضع القرية لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة وجبهة فتح الشام.
في هذا التقرير نوثق استهداف تجمع يضم ثلاث مدارس في القرية من قبل طائرات حكومية ثابتة الجناح؛ حيث قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتواصل مع عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، ونعرض في هذا التقرير شهادتين، وقد شرحنا للشهود الهدف من المقابلات، وحصلنا على موافقتهم على استخدام المعلومات التي يُقدمونها في هذا التقرير.
كما راجعنا الصور والفيديوهات الواردة إلينا وتحقَّقنا من صدقيتها؛ حيث أظهرت آثار الدمار الكبير في المباني المدرسية وصوراً لضحايا من الأطفال نحتفظ بنسخ من جميع مقاطع الفيديو والصور المذكورة في هذا التقرير.
أثبتت التحقيقات الواردة في هذا التقرير أن المناطق المستهدفة كانت عبارة عن مناطق مدنية ولايوجد فيها أي مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل المعارضة المسلحة أو التنظيمات الإسلامية المتشددة أثناء الهجوم أو حتى قبله.
ماورد في هذا التقرير يُمثل الحدَّ الأدنى الذي تمكنا من توثيقه من حجم وخطورة الانتهاك الذي حصل، كما لا يشمل الحديثُ الأبعادَ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ثانياً: تفاصيل الحادثة:
الأربعاء 26/ تشرين الأول/ 2016 قرابة الساعة 10:52 أغارت طائرتان حكوميتان ثابتتا الجناح من طراز “SU22” على الحي الجنوبي في قرية حاس، الذي يضم تجمع مدارس الشهيد كمال قلعجي، ويضم ثلاث مدارس، إحداهنَّ ابتدائية، واثنتان إعداديتان، استمر القصف قرابة 20 دقيقة قصفت فيها الطائرات ما لايقل عن 9 صواريخ محملة بمظلات.
حصل القصف على مرحلتين: الأولى استهدفت أبنية المدارس؛ ما أدى إلى خروج الطلاب ليتم استهدافهم مرة أخرى على الطريق العام؛ ما يُشير إلى تعمُّد القوات الحكومية إيقاع عدد أكبر من الضحايا.
تسبب القصف بمقتل 38 مدنياً، بينهم 18 طفلاً، و6 سيدات، منهم 4 من الكادر التدريسي، و14 من الطلاب.
من بين الضحايا الطبيب يوسف الطراف، الذي قضى متأثراً بجراحه بعد إصابته أثناء محاولته إسعاف الجرحى.