أعلنَ النِّظام الروسي بالتَّنسيق مع النِّظام التركي عن عملية وقف إطلاق نار داخل أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة يوم الثلاثاء 13/كانون الأول/ 2016 ونصَّ الاتفاق على بدءِ إجلاء المدنيين والجرحى والمسلحين عبر معبر الراموسة إلى منطقة عقدة الرقة ومنها إلى ريف حلب الغربي، وأسفرَ هذا الاتفاق عن نَقلِ قرابة 11400 شخص، بينهم ما لايقل عن 350 مصاباً من أحياء حلب الشرقية، وذلك قبل أن يتم تعليق الاتفاق نتيجة للخروقات التي ارتكبتها قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، وكنَّا قد تحدّثنا عن ذلك ضمن تقرير وثقنا فيه تلك الخروقات.
لقد نجح النِّظام الإيراني عبر الميليشيات الشيعية التابعة له في عرقلة الاتفاق الأوَّل، وفرض بالتالي عملية تفاوضية مختلفة تماماً، وفي يوم الأحد 18/كانون الأول أعلنت فصائل المعارضة المسلحة عن التوصل إلى اتفاق جديد مع النظام الروسي يقضي بإجلاء قرابة 4000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة المسلحة في ريف محافظة إدلب باتجاه مدينة حلب، مقابل إجلاء ما تبقى من سكان أحياء حلب المحاصرة، إضافة إلى 1500 شخص من بلدتي مضايا والزبداني في محافظة ريف دمشق المحاصرتين من قبل قوات النظام السوري والميليشيات التابعة له، على أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق وفق ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: إجلاء 1250 شخص من بلدتي كفريا والفوعة يقابلهم خروج نصف المحاصرين في الأحياء الشرقية بمدينة حلب.
المرحلة الثانية: إجلاء 1250 شخص من بلدتي كفريا والفوعة، يقابلهم خروج كل من تبقى ضمن الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب.
المرحلة الثالثة: إجلاء 1500 شخص من بلدتي كفريا والفوعة يقابلهم إجلاء 1500 شخص من بلدتي مضايا والزبداني بريف دمشق.
صباح الأحد 18/كانون الاول بدأت أولى خطوات تنفيذ الاتفاق بوصول 15 حافلة إلى مشارف بلدتي كفريا والفوعة وبعد دخول أول خمس حافلات إلى بلدة الفوعة عبر طريق باب الهوى وإكمال عناصر من جيش الفتح (تجمع مشترك لفصائل في المعارضة المسلحة، ويضم أيضاً تنظيم جبهة فتح الشام) الإجراءات الأمنية، هاجم قرابة 50 شخص بينهم أفراد مسلحون موقع تجمع الحافلات على الكورنيش بالقرب من حاجز الرّام القريب من دوار معرة مصرين شمالي مدينة إدلب وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على الحافلات، ثم أضرموا النار في 10 حافلات، ورددوا شعارات رافضة لإجلاء المحاصرين، واتَّهموا من يحاول إخراج المحاصرين من هناك بالعمالة والخيانة للغرب وروسيا.