ما لايقل عن 35 شخصاً في مجزرة مدينة معرة النعمان
أولاً: المقدمة:
تتبع مدينة معرة النعمان محافظة إدلب وتقع إلى الجنوب من مدينة إدلب، وتبعد عنها قرابة 45كم، شارك سكان مدينة معرة النعمان في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في آذار/ 2011، اقتحمت قوات النظام السوري المدينة في 8/ آب/ 2011 وتمركزت في ثكنات عسكرية هي معسكر الحامدية جنوب المدينة ومعسكر وادي الضيف شرقَها، ثم سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على المدينة في 8/ تشرين الأول/ 2012 وبقيت قوات النظام السوري تُسيطر على معسكري الحامدية ووادي الضيف حتى 15/ كانون الأول/ 2014 حيث تمكَّنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على المدينة بشكل كامل.
يُقدَّر عدد سكان المدينة حالياً بما لايقل عن 60 ألف نسمة بينهم آلاف من نازحي مدن ريف دمشق وحلب وحماة وتخضع حالياً لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم جبهة فتح الشام.
وقد أصدرنا عدة تقارير وثقنا فيها استهداف قوات النظام السوري والروسي لعدد من المراكز الحيوية المدنية في المدينة والتي تسببت بوقوع مجازر راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.
في هذا التقرير نوثق استهداف طائرات حكومية ثابتة الجناح من طرازSU 24 بعدة صواريخ المدخل الجنوبي لسوق الخضار في مدينة معرة النعمان، حيث قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتواصل مع عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، ونعرض في هذا التقرير شهادتين، وقد شرحنا للشهود الهدف من المقابلات، وحصلنا على موافقتهم على استخدام المعلومات التي يُقدمونها في هذا التقرير.
كما راجعنا الصور الواردة إلينا وتحقَّقنا من صدقيتها، وقد أظهرت حجم الدمار الكبير الذي تسبَّب به القصف وأظهرت صور أخرى أشلاء الضحايا الذين قضوا نتيجة القصف.
أثبتت التحقيقات الواردة في هذا التقرير أنَّ المناطق المستهدفة كانت عبارة عن مناطق مدنية ولا يوجد فيها أية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة للتنظيمات الإسلامية المتشددة أثناء الهجوم أو حتى قبله.
ما ورَدَ في هذا التقرير يُمثِّل الحد الأدنى الذي تمكنَّا من توثيقه من حجم وخطورة الانتهاك الذي حصل، كما لايشمل الحديثُ الأبعادَ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.