ما لايقل عن 232 هجمة بالذخائر العنقودية من قبل القوات الحكومية منذ أول استخدام لها
أولاً: مقدمة:
بدأ النظام السوري باستخدام الذخائر العنقودية في عام 2012 واستمر في ذلك حتى الآن حيث بلغ عدد الهجمات التي رصدناها ما لايقل عن 232 هجمة منذ أول استخدام لها في تموز/ 2012 حتى 15/ كانون الأول/ 2016، وقد أصدرنا عدة تقارير توثق ذلك خلال السنوات الخمس الماضية، وتحدثنا أن النظام السوري هو الأسوأ في العالم من ناحية استخدام الذخائر العنقودية في الأعوام السابقة، وقد أصدر الزملاء في التحالف الدولي لحظر الذخائر العنقودية عدة تقارير تثبت ذلك، إضافة إلى الزملاء في هيومان رايتس ووتش، ومنذ عام 2013 أدانت 113 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة استخدام النظام السوري المكثَّف للذخائر العنقودية، لكن ذلك لم يوقف النظام السوري بل استمرَّ في استخدامها وقد شهد عام 2016 انخفاضاً ملحوظاً في وتيرة استخدام الذخائر العنقودية من قبل النظام السوري في مقابل تصاعد استخدامها من قبل القوات الروسية حيث وثقنا ما لايقل عن 147 هجمة بالذخائر العنقودية من قبل القوات الروسية وحدها، وذلك منذ بداية تدخلها في سوريا 30/ أيلول/ 2015.
في هذا التقرير نوثِّق استهداف ساحة الكراج في مدينة الميادين في محافظة دير الزور بصواريخ مُحمَّلة بذخائر عنقودية من قبل طائرات حكومية ثابتة الجناح، تقع مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وتبعد عن مدينة دير الزور قرابة 45 كم، يبلغ عدد سكانها ما لايقل عن 200 ألف نسمة معظمهم نازحون من مختلف مناطق المحافظة، تخضع المدينة لسيطرة تنظيم داعش منذ 3/ تموز/ 2014.
حيث قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتواصل مع عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، ونعرض في هذا التقرير شهادة واحدة، وقد شرحنا للشهود الهدف من المقابلات، وحصلنا على موافقتهم على استخدام المعلومات التي يُقدمونها في هذا التقرير.
كما راجعنا الصور الواردة إلينا وتحققنا من صدقيتها، وقد أظهرت مخلفاتٍ لذخائر عنقودية من نمط ShOAB-0.5 ونحتفظ بنسخٍ من جميع مقاطع الفيديو والصور المذكورة في هذا التقرير.
أثبتت التحقيقات الواردة في هذا التقرير أن المناطق المستهدفة كانت عبارة عن مناطق مدنية ولا يوجد فيها أية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة للتنظيمات الإسلامية المتشددة أثناء الهجوم أو حتى قبله.
ما ورَدَ في هذا التقرير يُمثِّل الحد الأدنى الذي تمكنَّا من توثيقه من حجم وخطورة الانتهاك الذي حصل، كما لايشمل الحديثُ الأبعادَ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.