منذ الإعلان عن تأسيس تنظيم داعش في 9/ نيسان/ 2013 ومن ثم سيطرته على مناطق واسعة في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحلب ونحن نرصد بشكل دوري الانتهاكات التي يرتكبها التنظيم بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته من قتل واعتقال وتضييق على أساسيات الحياة اليومية الاجتماعية والدينية والثقافية.
تحدُّ سياسة تنظيم داعش من انتقال ونزوح المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته إلا بموجب تقرير طبي أو بموافقة خطيَّة من قيادته في المنطقة، وهذا الأمر دفع السكان المدنيين للبحث عن طرق بديلة، حيث اضطروا لاستخدام الطرق الترابية التي تخلو من حواجز عسكرية لتنظيم داعش، بهدف الانتقال إلى مناطق تسيطر عليها أطراف أخرى، ستكون بالنسبة لهم ملاذاً أكثر أمناً من تنظيم داعش وهيمنته على جميع مفاصل الحياة، كالمعارضة المسلحة أو النظام السوري أو مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وقوات سوريا الديمقراطية التابعه له عملياً، على الرغم من جميع المخاطر التي يتطلبها ذلك، كاحتمال وقوعهم في أسر عناصر تابعين لتنظيم داعش، أو احتمال تعرضهم لمئات الألغام الأرضية التي قام التنظيم بزراعتها.
يضطرُّ أهالي محافظة دير الزور الراغبين بالفرار من ظلام تنظيم داعش إلى مخيمات اللجوء في تركيا، أو إلى محافظة دمشق، إلى الاتجاه شمالاً نحو محافظة الحسكة، لأنَّ طريق (دير الزور- دمشق) الدولي مغلق منذ بداية عام 2016 بسبب الاشتباكات الدائرة بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري كما أن طريق (حمص – السويداء – دمشق) طريق صحراوي ترابي يتطلَّب المرور فيه ما يزيد عن 10 أيام للوصول إلى مخيم تابع لقوات النظام السوري في محافظة السويداء ولا تسمح لهم قوات النظام السوري بالخروج من المخيم إلا بعد تأمين كفيل لهم من مدينة دمشق، لهذا بات الطريق شبه الوحيد -كما تظهر الخريطة التوضيحية، والطريق المرسوم هو للتوضيح فقط، ولا يُعبِّر عن الطرقات التي تسلكها الأهالي للوصول إلى الحاجز-، هو العبور عبر محافظة الحسكة للوصول إلى مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي والذي يبعد عن مدينة الحسكة قرابة 50كم، ويضمُّ ما لايقل عن 15 ألف مدني معظمهم نازحون من العراق ودير الزور.