النظام السوري – الإيراني – الروسي مسؤول عن قتل 76% من الضحايا المدنيين
أولاً: مقدمة:
يحتوي هذا التقرير رسومات بيانية، وهي عبارة عن حصيلة الضحايا المدنيين لعام 2016، وحصيلة النساء، والأطفال، والوفيات بسبب التعذيب، وحصيلة الكوادر الطبية، وأخيراً الكوادر الإعلامية، إضافة إلى رسومات تُظهر مقارنة بين حصيلة الضحايا المدنيين على يد أبرز الأطراف الفاعلة في النزاع السوري.
هذه الإحصائيات الواردة في هذه الرسوم البيانية هي بالاعتماد على عمليات التوثيق اليومية المستمرة منذ عام 2011 حتى اليوم، حيث تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر أعضائها المنتشرين في مختلف المحافظات السورية برصد عمليات سقوط الضحايا، وتقوم بنشر أبرز تلك الأخبار، والمجازر، وتُصدِرُ نهاية كل يوم حصيلة أوليَّة، ونهاية كل شهر حصيلة أوليَّة أيضاً لذلك الشهر، وعبر قرابة ستِّ سنوات، وكنتيجة لعمل تراكمي، تكوَّنت داتا للضحايا الذين يُقتلون في سوريا، ولمزيد من التفاصيل نرجو الاطلاع على منهجية التوثيق والأرشفة، وهذا التقرير يتضمن رسومات لحصيلة ضحايا عام 2016
ثانياً: النظام السوري – الإيراني – الروسي المتسبب الرئيس في عمليات قتل المدنيين بفارق ساشع:
النظام السوري – الإيراني يتصدَّر جميع الجهات بما فيها حلفاءه من القوات الروسية بنسبة تصل إلى 52% من مجمل جرائم القتل التي ارتُكِبَت في سوريا في عام 2016، حيث يمتلك النظام السوري سلاح الطيران الثابت الجناح والمروحي، القادر على القصف بالصواريخ وإلقاء البراميل المتفجرة، وقد تسبب القصف الجوي وحده في مقتل ما لايقل عن 55% من مجمل الضحايا، فيما تسبب القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات في مقتل ما لايقل عن 14% من مجمل الضحايا، وتوزعت بقية نسب الضحايا بحسب السلاح المستخدم على أنواع مختلفة من الأسلحة في مقدمتها الأسلحة الرشاشة، سلاح القناصة، وسلاح الهاون، والأسلحة الكيميائية والذخائر العنقودية، وصولاً إلى الذَّبح باستخدام السلاح الأبيض.
قوات الإدارة الذاتية الكردية المكونة بشكل أساسي من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، قتلت ما لايقل عن 146 مدنياً سورياً.
جميع فصائل المعارضة السورية بما فيها الإسلامية منها قتلت ما لايقل عن 1048 مدنياً.
كما تسببت الجهات الأخرى، والتي تشمل التفجيرات التي لم نحدد مرتكبيها، والنيران مجهولة المصدر، وألغام مجهولة المصدر، والغرق، إضافة إلى القوات الأردنية، واللبنانية، والتركية، بمقتل 951 مدنياً خلال عام 2016.
المقارنات الثنائية تُعطينا مؤشرات أكثر وضوحاً، فعلى سبيل المثال لدى مقارنة النظام السوري بتنظيم داعش نجد أنَّ النظام السوري يتفوق في قتل المدنيين على تنظيم داعش بستة مرات، والقوات الروسية التي ادَّعت أنها دخلت سوريا لمحاربة التنظيم، تفوَّقت عليه في قتل السوريين بمقدار 3 أضعاف، ويرجعُ ذلك من وجهة نظرنا إلى أنَّ كلاً من النظامين السوري والروسي يمتلكان مقدرات الدولة العسكرية، ومن بينها سلاح الطيران، الذي يقومان من خلاله يومياً تقريباً بقصف الأحياء المدنية المأهولة بالسكان الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وهذا القصف فوضوي في كثير من الأحيان، ومُتعمَّد في أحيان أخرى، ويهدف للقتل المجرد في أعلى سُلَّم أولوياته، فيما يستخدم تنظيم داعش سلاح المدفعية والهاون، وربما لو امتلك تنظيم داعش أسلحة أكثر فتكاً، لكانت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلهم أعلى من ذلك بكثير دون أدنى شك.
من المفيد المقارنة أيضاً بين القوات الروسية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فالقوات الروسية قتلت ثمانية أضعاف قوات التحالف الدولي، وعلى الرغم من وقوع قوات التحالف الدولي في عدد كبير من الأخطاء، لكنها لم ترقى أبداً إلى الهجمات الغوغائية التي تشنُّها القوات الروسية، والتي تتعمد في كثير منها قصف المشافي بشكل مُوجَّه، ولعدة مرات، كما أوردنا ذلك في عدة تقارير سابقة، وباتت همجية القوات الروسية تُقارب هجمية حليفها النظام السوري.
نؤكد دائماً أن هذا ما تمكنَّا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان من توثيقه لدينا، في ظل التحديِّات والصعوبات الفوق اعتيادية في ظل الحظر والملاحقة والتهديد، فهو يُشكل الحد الأدنى، وبدون أدنى شك هناك عدد كبير من الحالات التي لم نتمكن من الوصول إليها وتسجيلها.