مع بدء مباحثات السلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في أستانا بكازاخستان، ما زال 700,000 إنسان داخل سوريا – 300,000 منهم من الأطفال – عالقين في المناطق المحاصرة بلا أي إمدادات من المواد الأساسية التي تقيم أودهم، وذلك بحسب الأمم المتحدة. وقد وصلت بعض المجموعات بالعدد إلى مليون إنسان.
إن وقف إطلاق النار الذي توصلت إليها سوريا وتركيا في 30 ديسمبر مرحب به بالطبع، ولكنه ليس سوى خطوة واحدة نحو تخفيف معاناة ملايين السوريين. فنحو خمسة ملايين سوري في شتى أنحاء البلاد ليس لهم سوى نفاذ محدود إلى المساعدات الإنسانية. وما زال القتال متواصلًا في ضواحي دمشق، حيث يعيش ملايين محرومين من المياه النظيفة؛ وكثير من السوريين ما زالوا على ضعفهم السابق على وقف إطلاق النار.
إذا أريد لمباحثات السلام في أستانا أن تنجح فعلى روسيا وتركيا أن تضمنا أن يجلب وقف إطلاق النار تغييرًا حقيقيًا للسوريين، ليس بوقف القتال تمامًا فقط، بل وبالسماح، كذلك، للمساعدات الإنسانية بالنفاذ المستدام وغير المعاق إلى السكان المحتاجين لها. إن نجاح المباحثات سيقاس بالتعهدات الملزمة التي ستتعهد بها كل الأطراف للسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية، وإنهاء عمليات الحصار غير المشروعة، واحترام وقف إطلاق النار، والاجتماع مجددًا في مفاوضات سياسية تشمل الجميع تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، في الثامن من فبراير.
الأضواء مسلطة على روسيا وتركيا، بوصفهما المنظمتين لمباحثات أستانا والضامنتين لوقف إطلاق النار. فإذا لم يستطيعا، أو لم يرغبا، في تحقيق تقدم حقيقي على المستوى الإنساني على الأرض، فسيكون حكم التاريخ على جهودهما قاسيًا، وستستمر معاناة ملايين السوريين.