تتبع مدينة داريا محافظة ريف دمشق وتُعدُّ من أكبر مدن الغوطة الغربية وتبعد عن العاصمة دمشق أقل من 8 كم، ولموقع المدينة أهمية استراتيجية كونها تقع بالقرب من مطار المزة العسكري ومقرِّ المخابرات الجوية الواقع ضمن بناء المطار.
تعرَّضت مدينة داريا لما تعرضت له بقية المدن والمناطق التي عارضت النظام السوري، من عمليات قصف وتدمير واقتحام منازل واعتقال تعسفي وتعذيب وموت بسبب التعذيب، لدى أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقارير عديدة توثِّق أبرز تلك الانتهاكات في المدينة، والتي كان أبرزها مجزرة داريا الكبرى بين 20 – 27 آب/ 2012، لقد عانت المدينة من جريمة الحصار والتجويع ففي منتصف تشرين الثاني/ 2012 فرضت قوات النظام السوري حصاراً مطبقاً عليها بعد حملة عسكرية واسعة، وبدأت تداعيات الحصار من جوع ونقص في الغذاء والدواء بالظهور تدريجياً، وسط عجز دولي عن رفع الحصار، أو في الحد الأدنى إيصال المساعدات، كما لم يتوقف القصف الجوي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها البراميل المتفجرة والصواريخ، والذخائر العنقودية والأسلحة الكيمائية.
في بداية شباط 2016 استطاعت قوات النظام السوري فصل مدينة داريا عن مدينة المعضمية و في المدة ما بين أيار وتموز/ 2016 قام النظام السوري بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة داريا، وتقلَّصت بالتالي مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة حتى أقل من 4 كم مربع في آب/ 2016
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت تقريراً مفصلاً استعرضت فيه أبرز الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام السوري منذ منتصف تشرين الثاني/ 2012 حتى 25/ آب/ 2016، وقد أكدنا أن هذه الانتهاكات الممنهجة والواسعة النطاق هي ما أوصل المدينة إلى مرحلة استنزاف كامل، اضطرَّ أهلها لقبول التسوية التي اقترحتها السلطات السورية على فصائل المعارضة المسلحة فيها.
بدأت المفاوضات في 24/ آب/ 2016 بين اللجنة المفوَّضة من قبل النظام السوري والتي ترأستها الإعلامية كنانة حويجة – إحدى مذيعات التلفزيون الحكومي الرسمي-، وبين اللجنة الممثلة لكيانات المعارضة داخل المدينة المكونة من المجلس المحلي لمدينة داريا وفصائل المعارضة المسلحة (لواء شهداء الإسلام ولواء المقداد).