الذكرى السادسة لانطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية، ومقتل أول مدنيين
أولاً: مقدمة:
تُصادف هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا المُطالب بالحرية والعدالة والكرامة، عبر تغيير نظام الحكم الاستبدادي القمعي لعائلة الأسد، إلى نظام منتخب بشكل ديمقراطي، يُمثل بشكل حقيقي الشعب السوري، وُيعطي الحق في تشكيل الأحزاب السياسية، ويحمي حقوق الإنسان الأساسية، وكان هذا واضحاً، ومكرراً في الشعارات الشعبية التي رفعت، وهتف بها المتظاهرون.
منذ الأيام الأولى جابه النظام السوري ذلك الحراك الشعبي بالرصاص الحي مباشرة، دون أي تمهيد، وشنَّ عمليات اعتقال طالت العشرات، وفي ظلِّ الصمت الدولي، تمكَّن النظام السوري من رفع وتيرة عملياته الوحشية، حتى وصلت إلى الذَّبح بالسلاح الأبيض للأطفال والنساء كما سجلنا ذلك في العديد من المجازر، وقام بعمليات تعذيب عنيفة للمعتقلين أدَّت إلى كمٍّ هائل من الوفيات، كما سجل ذلك التقرير الأول الصادر عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة في 23/ تشرين الثاني/ 2011، ووصف مختلف الجرائم التي قام بها النظام السوري على أنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية كونها ممنهجة واسعة النظاق.
وهنا نقول لو تدخَّل المجتمع الدولي، وقام بحماية المدنيين لما ظهر في سوريا: التنظيمات الشيعية الموالية للنظام الإيراني في نهاية عام 2011، ولا تنظيم القاعدة في كانون الثاني 2012، ولاتنظيم داعش في نيسان 2013، ولا تحالف دولي للقضاء عليه في أيلول 2014، ولا قوات روسية لمساندة النظام السوري في أيلول 2015، لكنَّ الحقيقة التي بات الشعب السوري يعلمها تماماً هي أنه ومنذ اللحظة الأولى كان مُخططاً لسوريا أن تتحول لما هي عليه الآن، وأن لا يتمَّ مناصرة ودعم الحراك الشعبي والوصول إلى نظام تعددي ديمقراطي يُرسِّخ الازدهار والعدالة والاستقرار، لقد تُركَ الشعب السوري وحيداً في مواجهة واحد من أعتى الأنظمة القمعية الموجودة على سطح الكرة الأرضية.