أولاً: المقدمة:
تتبع مدينة سلقين منطقة حارم في محافظة إدلب وتقع في ريفها الشمالي الغربي وتبعد عن مدينة إدلب قرابة 45 كم، خضعت المدينة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في تشرين الأول/ 2012 ثم سيطر عليها تنظيم داعش (يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية) في أيلول/ 2013، وفي بداية عام 2014 خضعت المدينة لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً(.
يوثِّق التقرير استهداف طيران ثابت الجناح نعتقد أنه روسي مسجداً ومبنى سكنياً في مدينة سلقين يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017؛ وهو يوم هجوم خان شيخون الكيميائي ذاته، الذي نفَّذه النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حيث قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتواصل مع عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، ونعرض في هذا التقرير شهادتين، وقد شرحنا للشهود الهدف من المقابلات، وحصلنا على موافقتهم على استخدام المعلومات التي يُقدمونها في هذا التقرير دونَ أن نُقدِّم أو نعرض عليهم أية حوافز كما حاولت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تجنيبهم معاناة تذكر الانتهاك، وتم منح ضمان بعدم كشف هوية كل من أبدى رغبته في استخدام اسم مستعار.
كما راجعنا الصور والفيديوهات الواردة إلينا وتحقَّقنا من صدقيتها، حيث أظهرت آثار الدمار الكبير الذي تسبَّب به القصف على المسجد والمبنى السكني الملاصق له، إضافة إلى صور تُظهر ضحايا من الأطفال ونحتفظ بنسخٍ من جميع مقاطع الفيديو والصور المذكورة في هذا التقرير ضمن قاعدة بيانات إلكترونية سرية، ونسخٍ احتياطية على أقراصٍ صلبة، ولمزيد من التفاصيل نرجو الاطلاع على منهجية عملنا العامة.
أثبتت التحقيقات الواردة في هذا التقرير أن المناطق المستهدفة كانت عبارة عن مناطق مدنية ولا يوجد فيها أية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل المعارضة المسلحة أو التنظيمات الإسلامية المتشددة أثناء الهجوم أو حتى قبله كما أنه لم يتم توجيه أي تحذير من قبل القوات الروسية للمدنيين قُبيل الهجوم كما يشترط القانون الدولي الإنساني.
ما ورد في هذا التقرير يُمثِّل الحدَّ الأدنى الذي تمكنَّا من توثيقه من حجم وخطورة الانتهاك الذي حصل، كما لا يشمل الحديثُ الأبعادَ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.