على الولايات المتحدة الأمريكية الطلب ممن تدعمهم التَّوقف عن ارتكاب الفظائع
قبل تشكيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) الإدارةَ الذاتية الكردية، ارتكبت قواته (وحدات حماية الشعب، الأسايش)، كمَّاً واسعاً من الانتهاكات، وقد رصدنا ذلك في تقارير عدة، إضافة إلى تقارير منظمات دولية (العفو الدولية، وهيومان رايتس ووتش)، ومنظمات محلية متعددة. استمرَّ النهج ذاته بعد تشكيل الإدارة الذاتية الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية (نشرت تقارير إخبارية تُشير إلى أنَّ بعض المسؤولين في الولايات المتحدة فرضوا هذه التسمية بديلاً عن الإدارة الذاتية)، لكنَّها جميعها في جوهرها تعود إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مع بعض الأحزاب السريانية والعربية بشكل شكلي.
منذ بداية عام 2016 رصدنا تصاعداً ملحوظاً في شدة أساليب التَّعذيب وارتفاع حصيلة ضحاياه على يد قوات سوريا الديمقراطية، حملَ البعض منها صبغة عرقية، حيث سجلنا العديد من الروايات لناجين أكّدوا للشبكة السورية لحقوق الإنسان تعرُّضهم لعمليات خطف وتعذيب، وقد حصلنا على وثائق تُثبت تعرَّضهم لذلك في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، نشرنا بعضها في تقريرنا بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.
انتشرت مؤخراً عبر شبكة الإنترنت مقاطع مصورة يظهر فيها عناصر مسلحة يُشير زيُّهم، ولهجتهم المحكية، ومحتوى الفيديوهات نفسها، وقرائن أخرى، إلى انتمائهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، وهم يُنفِّذون عمليات تعذيب وحشية لمحتجزين، تُشابه عمليات التعذيب في الفيديوهات التي كان يظهر فيها عناصر من قوات تابعة للنظام السوري، وتظهر فيها أيضاً عمليات قتل عبر إعدام مباشر دون أية مُحاكمة، والتُّهمة الدائمة هي الانتماء لتنظيم داعش، على نحو مُشابه لتهمة دعم وتمويل الإرهاب، الهدف منها تبرير تعذيب وتشويه وقتل المخالف دون أي دليل أو رادع قضائي أو أخلاقي، ونحتفظ بنسخٍ من هذه الفيديوهات على مخدمات سرية آمنة، كما نحتفظ بالمصدر الذي نشر الفيديوهات أول مرة.