تتعرَّض منطقة الغوطة الشرقية منذ سبع سنوات متواصلة لعمليات تهشيم حثيثة ومستمرة، استهدفت البنية الاجتماعية والاقتصادية والنفسيَّة للمجتمع هناك، فقد مارس النظام السوري وحلفاؤه أنماطاً متنوعة من الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، كالقتل خارج نطاق القانون، والعنف الجنسي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والحصار، والقصف العشوائي وأحياناً المقصود، واستهداف الأعيان المشمولة بالرعاية، والتَّشريد القسري، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، وغير ذلك من الجرائم، لكن ذلك كله يجري في ظلِّ وجود منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وقانون الحرب، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية.
عبر عمليات التَّوثيق والمراقبة المستمرة منذ عام 2011 حتى الآن تكوَّنت لدى الشبكة السورية لحقوق الإنسان داتا واسعة من آلاف الملفات عن منطقة الغوطة الشرقية بمدنها وقراها كافة، وقد تمَّت أرشفتها بحسب البلدة والمدينة ومرتكب الانتهاك وغير ذلك من التَّفاصيل، وفي ظلِّ الهجمة الوحشية الأخيرة والمستمرة منذ منتصف تشرين الثاني/ 2017، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق في شباط/ 2018، نضع أبرز ما تعرَّض له مجتمع الغوطة الشرقية من انتهاكات منذ انطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار 2011، بحسب ما تمكنَّا من توثيقه في ظلِّ تحديات كبيرة، ولذا فهو يبقى في حدِّه الأدنى.