مقتل 64 مدنياً، بينهم 12 طفلاً
بواسطة : Kallysta M Castillo / U.S. Naval Forces
أولاً: المقدمة والمنهجية:
نفَّذ النظام السوري يوم 7/ نيسان هجومين كيميائيَين على مدينة دوما بريف دمشق، كان الثاني هو الأعنف منذ هجوم خان شيخون العام الماضي، وقد تسبَّب هذا الهجوم في مقتل 41 مدنياً بينهم، 12 طفلاً، و14 سيدة، وإصابة قرابة 550 آخرين.
في 10/ نيسان عقدَ مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة وطرحت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق بخصوص استخدام السلاح الكيميائي، وعلى الرغم من النَّفي الروسي للهجوم تارة واتهام المعارضة المسلحة فيه تارة أخرى رفضت روسيا مشروع القرار واستخدمت حقَّ النقض للمرة الثانية عشر منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا، وللمرة السادسة فيما يخص ملف الأسلحة الكيميائية.
يوم السبت 14/ نيسان/ 2018 قرابة الساعة 04:00 بتوقيت دمشق نفَّذت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية هجوماً جوياً وبحرياً على ثلاثة أهداف داخل سوريا، هي مركز البحوث العلمية في حي برزة قرب العاصمة دمشق، ومنشأتين لمعدات إنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية في شنشار غرب محافظة حمص، و نشرت وزارة الدفاع الأمريكية على موقعها خريطة تظهر المواقع التي تم استهدافها في سوريا وصوراً للمنشآت التي تمَّ قصفها وآثار الدمار الذي لحق بها، كما أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية نشرتها وكالة CNN آثار الضربات العسكرية على المواقع الثلاثة.
لقد سجَّلنا انخفاضاً ملحوظاً في معدلات القصف والقتل التي يُنفِّذها الحلف السوري الروسي بعد الضربة العسكرية الثلاثية، على الرغم من محدوديتها الشديدة، وهذه المحدودية نفسها هي التي شجَّعت النظام السوري وحلفاءه على العودة التدريجية إلى القصف والقتل والرفض المطلق لأيِّ حلٍّ سياسي، وقد سجَّلنا عشرات الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي لا سيما على مناطق ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي بدأت منذ 15/ نيسان وعلى مناطق جنوب مدينة دمشق (تشمل مخيم اليرموك وبلدات يلدا وببيلا، وبيت سحم، وأحياء القدم والعسالي، والحجر الأسود، والتضامن) منذ 19/ نيسان.
كان هناك أمل واسع لدى قطاعات كبيرة من المجتمع السوري، التي عانت على مدار سبع سنوات من عمليات قصف كثيف ومركَّز على مناطقها السكنية قتل إثرها مئات آلاف السوريين، أن تُدمِّر الضربات العسكرية المطارات والطائرات التي تُلقي البراميل المتفجرة وتقصف الصواريخ الموجّهة وعندها فقط سوف يكون هناك وقف ملموس للقتل وسوف يشعر النظام السوري وحلفاؤه بعجزه عن سحق المجتمع السوري وبالتالي اللجوء إلى التَّسوية السياسية.
كما أنَّ هناك خشية جديَّة لدى الشعب السوري من أن تكون هذه الضربة العسكرية على غرار ضربة مطار الشعيرات العام الماضي، والتي لم تتبعها أية خطوات سياسية أو عسكرية رادعة أخرى؛ الأمر الذي شجع النظام السوري وحلفاءه على معاودة استخدام الأسلحة الكيميائية، وعلى الاستمرار في ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات، فعلى سبيل المثال سجَّل فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان 13 استخداماً للأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري ما بين الضربتين العسكريتين الأولى والثانية.