كان الشَّعب في سوريا يأمل أن تتوقف القوات الروسية عن شنِّ غارات جوية وحشية ضدَّه بالتزامن مع مونديال 2018 على الأقل؛ نظراً لأن أحد أهداف روسيا الأساسية من المونديال المنعقد على أراضيها هو تغيير صورتها الهمجية في الأذهان، ويبدو أنَّ المونديال لعب دوراً في ذلك، وفي هذا البيان نطلب من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين حول العالم التَّذكير مجدداً بما ارتكبته القوات الروسية من جرائم حرب في سوريا منذ بدء المونديال حتى الآن، وإعادة التَّنويه إلى أنَّ هذه الدولة التي تستضيف كأس العالم قد قتلت منذ تدخلها في سوريا 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً، و670 سيدة (أنثى بالغة)، مسجلون في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتفاصيل الزمان والمكان والصور.
بالتزامن مع حفل افتتاح فعاليات كأس العالم في 14 حزيران الماضي، وبينما كانت أنظار شعوب دول العالم متوجهة لمشاهدة المباراة الافتتاحية التي يلعبها الفريق الروسي، كانت تحضُّر قواته في اللحظة ذاتها هجوماً بربرياً على الجنوب السوري، وهذه المنطقة خاضعة لاتفاقيات أبرمتها روسيا نفسها، لكنها غدرت بها كما فعلت في جميع مناطق خفض التصعيد.
نُشير في هذا البيان إلى حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان، التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي منذ انطلاق فعاليات كأس العالم في 14 حزيران بحسب ما تمكَّن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان من توثيقه، ونؤكد أنَّ هذه الحصيلة تشمل هجمات الحلف الروسي السوري فقط ولا تشمل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري، بل هي هجمات نعتقد أن القوات الروسية قد ساهمت بها ولا يزال التحقيق فيها مستمراً، والهدف هو التركيز على ما نفَّذته القوات الروسية التي يحاول نظامها أن يظهر بمظهر الدول الحضارية، التي تنشر المحبة والفرح بين دول العالم عبر استضافة المونديال.