اللغات
متاح بالـ
أصدر المكتب الأوروبي لدعم اللجوء (EASO) في 7/ شباط/ 2020 تقريره عن “أحوال المرأة في سوريا”.
يهدف التقرير بشكل أساسي ليكون أداة لصانعي السياسات وصناع القرار في سياق نظام اللجوء الأوروبي المشترك (CEAS). ويهدف إلى المساعدة في فحص طلبات الحماية الدولية من قبل المتقدمين من سوريا، وتعزيز التقارب في ممارسات اتخاذ القرار في دول الاتحاد الأوروبي.
اعتمد التقرير على مصادر حقوقية عدة من أبرزها، وهي بالترتيب بحسب مرات الاقتباس الواردة في التقرير:
لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية: 72
الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR): 47
هيومن رايتس ووتش: 17
مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان (OHCHR): 11
إضافة إلى مصادر رئيسة أخرى مثل: منظمة العفو الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وقد قمنا بمراجعة التقرير، الذي جاء في 62 صفحة، ونستعرض بشكل موجز أبرز ما ورد فيه.
الغرض من هذا التقرير هو تحليل وضع المرأة في سوريا، مع التركيز بشكل أساسي على الوضع العام للمرأة وإيلاء اهتمام خاص لتفاصيل خاصة بالمنطقة الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة غير الحكومية في سوريا، ويهدف التقرير كذلك إلى تقديم معلومات ذات صلة بتحديد وضع الحماية الدولية، بما في ذلك وضع اللجوء والحماية.
يتكون التقرير من فصلين رئيسين:
يركز الفصل الأول على وضع المرأة العام في سوريا، وينقسم إلى قسمين، يتحدث الأول عن آثار النزاع المسلح في سوريا والانتهاكات ضد المرأة خلال النزاع، وذلك نظراً لأن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والعنف الجنسي والجنساني ضد المرأة هي أكثر القضايا التي يتم ذكرها بشكل متكرر، والتي يتم أخذها بنظر الاعتبار في أثناء عملية تحديد وضع اللاجئ.
والقسم الثاني يقدم مزيداً من المعلومات الأساسية عن وضع المرأة في المجتمع السوري بشكل عام والوضع القانوني والعمل والتعليم. ويحتوي هذا الجزء في الغالب على معلومات تنطبق على جميع النساء السوريات بغض النظر عن السياق الجغرافي والإداري وأيضاً بعض المعلومات حول قضايا محددة في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، والتي تؤثر على غالبية النساء السوريات.
أما الفصل الثاني يركز على وضع المرأة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة غير الحكومية في سوريا وهو أكثر إيجازاً. في هذا الجزء يتحدث التقرير عن أوضاع المرأة في أجزاء الشمال الغربي، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وكذلك الشمال الشرقي في الأجزاء الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وأيضاً المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني. وفي المناطق الواقعة تحت نفوذ تنظيم داعش.
وذكر التقرير أن تقريراً للشبكة السورية لحقوق الإنسان صدر في 25/ تشرين الثاني/ 2019 خلص إلى أن المرأة كانت “الأكثر تضرراً” بسبب “أدوارها ومسؤولياتها المتعددة كأم ومقدمة رعاية”، وبسبب القضايا المتعلقة بصحتها ووضعها في المجتمع السوري.
وتابع التقرير أن النساء والفتيات السوريات تعرضن لأنواع مختلفة من الانتهاكات مثل القتل خارج نطاق القانون والاعتقال التعسفي والتعذيب والإعدام والاختفاء القسري والعنف الجنسي والتهجير القسري والحصار والحرمان من الرعاية الصحية والخدمات الأساسية. وأكَّد أن النساء والفتيات السوريات قد تم استهدافهن بشكل مباشر ومتعمد من قبل جميع أطراف النزاع، وكان النظام السوري المرتكب الرئيس للانتهاكات التي استهدفت النساء، كما كانت انتهاكاته الأكبر حجماً والأكثر وحشية.
وأشار التقرير إلى أن حصيلة الضحايا الطفلات والسيدات وصلت 28076 أنثى منذ آذار 2011 حتى 25/ تشرين الثاني/ 2019، 78 % منهن قتلنَ على يد قوات النظام السوري. فيما قتلت نحو 90 سيدة بسبب التعذيب، 72 منهن على يد قوات النظام السوري.
وأكَّد التقرير أن الحقوق الأساسية للمرأة السورية قد تدهورت بشدة خلال النزاع على جميع المستويات، سواء كان ذلك متعلقاً بأمنها أم بعوامل اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو نفسية.
ختاماً تؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان على أن مساهمتها في التقارير الدولية عن حالة حقوق الإنسان في سوريا، تعتبر بمثابة واجب تجاه كشف الحقيقة، وحفظ حقوق الضحايا، وفضح مرتكبي الانتهاكات على أكبر نطاق ممكن، وتأمل أن تساهم قاعدة البيانات وما تحتويه من معلومات واسعة تم تسجيلها طيلة قرابة أحد عشر عاماً في تثبيت تأريخ وسردية ما جرى في سوريا بدقة، وبالتالي ردع محاولات حثيثة من قبل مرتكبي الانتهاكات وفي مقدمتهم النظام السوري وروسيا وإيران لتغيير سردية الأحداث ونفي الانتهاكات وتبريرها، ونشدد على أننا سوف نبذل أكبر جهد ممكن في توثيق ما يجري بدقة وموضوعية، سعياً لخدمة الهدف الأوسع وهو حماية المدنيين في سوريا، والدفاع عن حقوق الضحايا، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات كافة، والبدء في مسار التغيير نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وشعارنا هو: لا عدالة بلا محاسبة.
للاطلاع على تقرير المكتب الأوروبي لدعم اللجوء نرجو زيارة الرابط.