لا يزال 2663 فلسطينيا سوريا معتقلا أو مختف قسريا لدى النظام السوري منذ آذار 2011 و37 شهادة وفاة لمختفين قسريا تم تسليمها عبر السجل المدني
(لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل)
بيان صحفي:
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم إنَّ ما لا يقل عن 3196فلسطينياً سورياً قتلوا على يد قوات النظام السوري بينهم 491 بسبب التعذيب و49 ظهروا في صور قيصر منذ آذار 2011 حتى تموز 2020، مشيرة إلى وجود ما لا يقل عن 2663 فلسطينياً سورياً معتقلاً أو مختفٍ قسرياً لدى النظام السوري.
وركَّزت خلفية التقرير الذي جاء في 27 صفحة على وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ عام 1948 والحقوق التي حصلوا عليها إضافة إلى توزُّعهم في سوريا، حيث أشار التقرير إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يتوزعون بشكل رئيس على سبع محافظات، إلا أن الكتلة الأكبر من اللاجئين توجد في دمشق، وذكر التقرير أن الأونروا تتكفَّل بتقديم خدماتها للفلسطينيين في 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين، تسعة منها مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية.
وجاء في التقرير أن قسماً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا انحاز إلى جانب المطالب العادلة بعد اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار/ 2011، ولعب بعضهم دوراً بارزاً في الحراك الشعبي، مؤكداً أنهم تعرضوا لما تعرض له المجتمع السوري الذي طالب بالتغيير السياسي والحرية من انتهاكات فظيعة على يد النظام السوري بلغت مستوى الجرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم الحرب
استعرض التقرير حصيلة لأبرز الانتهاكات التي تعرَّض لها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على يد النظام السوري الذي يُعدُّ أكثر من ارتكب انتهاكات بحق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بفارق شاسع عن بقية الأطراف، وبمعدل قرابة 87 %، وبقية أطراف النزاع أقل من 13 %.
وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بمن فيهم من نساء وأطفال، وبشكل خاص المختفين قسرياً والمشردين منهم بفعل الهجمات العشوائية للنظام السوري وحليفه الإيراني يعتبرون واحدة من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع السوري، ونضع هذا التقرير بين يدي منظمة التحرير الفلسطينية، والجامعة العربية، والمجتمع الدولي للسَّعي نحو محاسبة النظام السوري على كل هذا الكمِّ الهائل من الانتهاكات التي مارسها بحق الفلسطينيين على الأراضي السورية حيث يفترض أن يكون المسؤول الأول عن حمايتهم.”
وسجَّل التقرير مقتل 3196 لاجئاً فلسطينياً على يد قوات النظام السوري على الأراضي السورية منذ آذار/ 2011 حتى تموز/ 2020 بينهم 352 طفلاً و312 سيدة (أنثى بالغة)، ومن بين الضحايا 491 لاجئاً قضوا بسبب التعذيب في سجون النظام السوري ومراكز احتجازه الرسمية وغير الرسمية.
وبحسب التقرير فإنَّ ما لا يقل عن 2663 لاجئاً فلسطينياً، بينهم 10 أطفال و23 سيدة (أنثى بالغة) لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري منذ آذار/ 2011 حتى تموز/ 2020.
وطبقاً للتقرير فإنَّ الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين متواجدون في صور قيصر وفي قضية شهادات الوفاة عبر دوائر السجل المدني، حيث تمكَّن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان ق عبر عمله على قضية صور قيصر المسربة لضحايا التعذيب منذ عام 2014 من تحديد هوية 49 ضحية يحملون الجنسية الفلسطينية من المقيمين على الأراضي السورية. كما سجَّل التقرير 37 من اللاجئين الفلسطنيين المختفين قسرياً على يد قوات النظام السوري، قد تم تسليم ذويهم شهادات وفاة لهم عبر دوائر السجل المدني.
أكَّد التقرير أن الأسباب التي دفعت قرابة ستة ملايين ونصف المليون سوري للتشريد القسري هي ذاتها التي تسبَّبت في نزوح اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من أماكن إقامتهم، وذلك بسبب عمليات الاعتقال والتعذيب، والقصف، والحصار، والدمار، الذي طال أغلب المخيمات الفلسطينية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري؛ جراء عمليات القصف العشوائي، كمخيم اليرموك ودرعا وحندرات وخان الشيح، مشيراً إلى إحصائيات الأونروا التي ذكرت وجود ما يصل إلى 280 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا نزحوا داخل سوريا، إضافة إلى لجوء قرابة 120 ألف آخرين إلى بلدان مجاورة.
ونوَّه التقرير إلى أنَّ جزءاً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وقفوا إلى جانب النظام السوري مادياً ومعنوياً، ودعموا القمع الوحشي الذي قام به، وبرروا الانتهاكات التي قام بها تحت حجج وهمية غوغائية، ولم يكتفي بعضهم بمجرد دعم النظام السوري سياسياً وإعلامياً وفنياً، فقد شاركت بعض الفصائل المسلحة الفلسطينية على الصعيد العسكري إلى جانب قوات النظام السوري في عمليات القصف العشوائي والاقتحام واستعرض التقرير أبرز تلك الفصائل.
وأوردَ التقرير السياق التاريخي الذي مرَّ به مخيم اليرموك والذي اعتبره التقرير مرَّ بالمراحل ذاتها التي مرت بها بقية المناطق التي طالبت بتحقيق انتقال سياسي، بدءاً من المظاهرات السلمية، ثم مع انتقال الحراك الشعبي إلى مرحلة النزاع المسلح، ثم تعرض للحصار والتجويع الجماعي، والقصف، لسنوات، ثم مصالحة إجبارية تفضي إلى تشريد قسري، كما ذكر التقرير أنَّ النظام السوري طبَّق كافة “القوانين” والمراسيم، التي تخالف أبسط مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي عبارة عن قرارات تنتهك حقَّ المواطن، وتُشرعن عملية السطو على الممتلكات كالمرسومين التشريعيين 63 و66 لعام 2012 والمرسومين 11و12 لعام 2016 والمرسوم 19 لعام 2015 والمرسوم رقم 3 لعام 2018 والقانون رقم 10 لعام 2018، كما استعرض التقرير المراسيم والقوانين التعسفية التي أصدرها النظام السوري بحق مخيم اليرموك تحديداً، والتي اعتبرها التقرير أكبر عقبة أمام أي شكل من أشكال العودة الآمنة والطوعية لأهالي المخيم.
أكَّد التقرير أنَّ النظام السوري ارتكب على مدى السنوات الماضية أنماطاً متنوعة من الانتهاكات بحق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وبشكل خاص جريمة الإخفاء القسري والتعذيب والتشريد القسري كما أن النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي قد ارتكبوا جريمة التشريد القسري ضمن إطار واسع النطاق، وهذا يُشكل خرقاً فظيعاً لاتفاقيات جنيف ويرقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية (المادة 7-1- د)، واعتبر التقرير أن عملية السطو على الممتلكات عبر تشريع قوانين تخالف القانون الدولي لحقوق الإنسان وتنتهك أبسط حقوق المواطن السوري في الملكية، عقبة أساسية أمام عودة اللاجئين والنازحين، وترقى إلى عملية إخلاء قسري ومحاولة تلاعب بالتركيبة السكانية والاجتماعية، وتفريغ لرمزية ومكانة مخيم اليرموك وغيره من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
طالب التقرير منظمة التحرير الفلسطينية بمتابعة الانتهاكات التي قام بها النظام السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعمل على محاسبته وإدانته في كافة المحافل العربية والدولية والاهتمام بشكل أكبر بقضايا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وبشكل خاص عملية السطو والنهب الواسع التي يقوم بها النظام السوري بحق الأراضي والممتلكات والمساكن التابعة للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وأوصى التقرير منظمة الأونروا بالضغط على كافة أطراف النزاع لحماية أمن وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المشردين قسرياً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، والموجودين في مخيمات النزوح شمال غرب سوريا على اعتبار أنهم يعانون من أسوأ الظروف المعيشية وفي ظلِّ وجود تهديد حقيقي بانتشار فيروس كورونا المستجد بينهم.
كما قدم التقرير توصيات إلى مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة COI بتضمين فقرة موسَّعة عن انتهاكات تدمير الممتلكات وتشريد اللاجئين الفلسطينيين من قبل القوات الروسية والسورية والإيرانية ضمن التقرير القادم في أيلول/ 2020 والقيام بكل ما يلزم من أجل التحقيق في مدى تعمد روسيا والنظام السوري تدمير أكبر قدر ممكن منها.
وحثَّ التقرير المبعوث الأممي إلى سوريا على تسليط الضوء ضمن إحاطة مجلس الأمن الدولي القادمة على تدمير القوات الروسية والسورية لعشرات آلاف المباني السكنية في مخيمات اللجوء الفلسطيني واضطرار أهلها للتشرد القسري.