النظام السوري نفَّذ 544 حادثة اعتداء على منشآت طبية وقتل 652 من الكوادر الطبية واعتقل/أخفى 3329 آخرين
بيان صحفي:
(لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل)
باريس – قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم إن اختيار النظام السوري المتورط في جرائم ضد الإنسانية في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية يمثل أكبر إهانة للمنظمة وجميع موظفيها وأعضائها، مشيرة إلى أنَّ النظام السوري نفَّذ 544 حادثة اعتداء على منشآت طبية وقتل 652 من الكوادر الطبية واعتقل/أخفى 3329 آخرين.
أوردَ التقرير -الذي جاء في 10 صفحات- خلفية عن هيكلية منظمة الصحة العالمية، وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية في الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحي، والمسؤولة عن تأدية دور قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 194 دولة، وتقوم بأعمالها: جمعية الصحة العالمية، والمجلس التنفيذي، والأمانة. وتحدث التقرير عن عمل جمعية الصحة العالمية وأشار إلى ما ينبثق عنها من لجان أساسية، من بينها اللجنة العامة، المكونة من 25 عضواً.
ثم تحدث التقرير عن المجلس التنفيذي، المؤلف من 34 عضواً يتم انتخاب كل منهم لولاية تدوم ثلاث سنوات، ويتم اختيارهم بطريقة تحقق توازناً إقليمياً، وأوضحَ أنَّ اللجنة العامة تقوم بترشيح قائمة عن طريق الاقتراع السري، تٌقدِّمها إلى جمعية الصحة العالمية، ثم تقوم جمعية الصحة بانتخاب المرشحين لملئ مقاعد المجلس التنفيذي المراد شغلها. مشيراً إلى أنَّ هذه هي الآلية التي تم عبرها انتخاب النظام السوري عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقاً للتقرير فإنه خلال اجتماع اللجنة العامة في الجلسة المنعقدة في 26/ أيار المنصرم 2021، تم ترشيح قائمة من 12 دولة عضو لملئ المقاعد المراد شغلها في المجلس التنفيذي في دورته الـ 149. وفي يوم الجمعة 28/ أيار خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية، لم يعترض أيٌّ من ممثلي الدول الأعضاء على قائمة الدول المرشحة؛ مما أدى لاعتمادها بدون تصويت. وقد اعتبر التقرير أن عدم اعتراض أحد من ممثلي الدول الأعضاء وبشكل خاص الدول الديمقراطية الليبرالية على وجود النظام السوري ضمن قائمة المرشحين أمر مستهجن جداً.
قال التقرير إنَّ تاريخ النظام السوري على مدى السنوات العشر السابقة، من قصف متعمَّد للمراكز الطبية، وقتل المئات، وإخفاء الآلاف من الكوادر الطبية، يجعل منه أسوأ الأنظمة على وجه الكرة الأرضية في الحفاظ على صحة المواطنين المسؤول عنهم، وفي هذا السياق قال التقرير إن النظام السوري قد نفذ ما لا يقل عن 544 حادثة اعتداء على منشآت طبية في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021. وقتل في المدة ذاتها ما لا يقل عن 652 من الكوادر الطبية، قتل منهم 84 بسبب التعذيب، من بينهم 5 حالات تم التعرف عليهم من قبل ذويهم عبر صور قيصر المسربة من مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري.
وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 3329 من الكوادر الطبية لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري لدى النظام السوري حتى حزيران/ 2021. موضحاً أن قرابة 9 من الكوادر الطبية المختفين قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، قد تم تسجيلهم على أنهم متوفون في دوائر السجل المدني في مختلف المحافظات السورية منذ بداية عام 2018 حتى حزيران/ 2021.
وقال التقرير إن النظام السوري متورط أيضاً في سرقة المساعدات الإنسانية والتحكم بها، وأشار إلى استهتاره باتخاذ إجراءات حقيقية وجادّة تتوافق مع تعليمات منظمة الصحة العالمية للحدِّ من انتشار جائحة كوفيد-19، كما استمرَّ في اعتقال 3329 شخصاً من الكوادر الطبية على الرغم من انقضاء عام ونصف على مرور الجائحة وظهور سلالات جديدة منها، وحاجة المجتمع السوري الجوهرية لجهودهم، إضافة لاعتقالَه مزيداً من المواطنين؛ مما يعني اكتظاظاً إضافياً في مراكز الاحتجاز، وإهمالاً صارخاً في إلزام المواطنين بأبسط معايير العناية الصحية، بل وفرض تجمعات كبيرة تحت القوة والتهديد كما حصل مؤخراً في أثناء إعادة انتخاب بشار الأسد مجدداً.
أدان التقرير وجود النظام السوري في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وأدان عدم اعتراض الدول الأعضاء الصديقة للشعب السوري على ترشيحه لهذا المنصب. وقال إنَّ ما أورده يفترض أنه معروف بشكل جيد لمنظمة الصحة العالمية ولجميع أعضائها، وأكَّد أن وجود نظام مثل النظام السوري في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية يُشكل إهانة للمنظمة وجهودها وجميع العاملين فيها، كما يُشكل إهانة للكوادر الطبية الذين قتلهم النظام السوري وللكوادر الطبية الذين لا يزالون مختفين قسرياً، وأشار إلى أنَّ ترشيح النظام السوري دون اعتراض أحد من الدول التي حضرت الاجتماع وبالتالي حصوله على عضوية المجلس التنفيذي، قد شكل صدمة كبيرة لفريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان ولعدد كبير من الحقوقيين حول العالم.
أوصى التقرير منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع طارئ لجمعية الصحة العالمية واتخاذ قرار بطرد النظام السوري لكونه متورطاً في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق القطاع الصحي في سوريا.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية.