بناء قاعدة بيانات تتضمن مئات آلاف الحوادث وتفاصيلها وصورها وفيديوهاتها
باريس – الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
تأسَّست الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بداية حزيران/ 2011 بعد أشهر قليلة من بدء الحراك الشعبي في آذار من العام ذاته، والذي جابهه النظام السوري منذ الأيام الأولى بالرصاص الحي، والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب، وكانت عبارة عن مجرد فكرة لدى فضل عبد الغني هدَفَ من خلالها إلى تسجيل الضحايا والمعتقلين بشكل يومي، وإصدار تقارير دورية، تُرسل إلى المنظمات الأممية والدولية ووسائل الإعلام، وقد انضمَّ بشكل تطوعي عدد من الناشطات والنشطاء الذين آمنوا بأهمية هذا العمل، فقد كان هناك خشية من ضياع أسماء وتفاصيل الضحايا؛ نظراً لكثرتها وتعدد أماكن وقوعها، فمع توسُّع المظاهرات ضدَّ النظام السوري قابلها توسُّع قوات النظام في القتل والاعتقال من أجل إخمادها بالحديد والنار، وبدأ نشاط الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشكل محدود واقتصر على إعداد تقرير يومي موجز عن حالة حقوق الإنسان في سوريا، يتضمن حوادث القتل والاعتقال.
بعد بضعة أشهر تقدَّم العمل باتجاه إعداد تقارير تراكمية تستند إلى ما تم توثيقه بشكل يومي، وبدأت التقارير الشهرية بالظهور، وكان أولها تقرير حصيلة الضحايا الذي يعرض حصيلة المواطنين السوريين الذين قتلوا خلال الشهر، وتوزعهم بحسب مكان القتل، وحصيلة الأطفال والنساء، ومع خضوع الفريق لعدد من التدريبات الحقوقية والقانونية توسَّع النشاط ليشمل العمل على تقارير مواضيعية تُعالج قضايا محددة مثل توثيق مجزرة، حصار، قصف حي، استخدام أنواع جديدة من الأسلحة وحصيلة مرات استخدامها والأماكن التي استهدفتها، كما برزت على ساحة النزاع السوري أطراف متعددة إضافة إلى النظام السوري مارست أشكالاً أخرى من الانتهاكات، ولاحقت العاملين في مجال توثيق انتهاكاتها؛ مما زاد من كثافة العمل وصعوبته.
تطوَّر عملنا عبر السنوات، تعلَّمنا من أخطائنا، واجهتنا تحديات ضخمة جداً، وما زال العديد منها بشكل أو بآخر، وأصبح لدينا مع الزمن فريق عمل متمكن وذو خبرة في توثيق الانتهاكات بشكل يومي، توسَّعت شبكة علاقاتنا مع الأهالي، النشطاء المحليين، الإعلاميين، الكوادر الطبية، فرق الدفاع المدني، ومن أجل توسيع علاقاتنا مع الضحايا وذويهم قمنا بتصميم استمارات عن أنماط مختلفة من الانتهاكات، تم رفعها على موقعنا من أجل ملئها من قبل الضحايا أو ذويهم، ومن ثم نقوم بالتواصل معهم لاحقاً، ساعدتنا وسائل الإعلام التي تغطي الأخبار والتقارير الصادرة عنَّا على سعة الانتشار في المجتمع السوري، فقد كانت وما زالت ثقة الضحايا وذويهم وشهود العيان والنشطاء المحليين مفتاح عملنا الرئيس.
أنشأنا قواعد بيانات لأرشفة حوادث الانتهاكات وتصنيفها، وتُسجِّل ضمن قواعد البيانات أكبر قدر من المعلومات عن أنماط متعددة من الانتهاكات، وفق منهجية عمل يتم تحديثها بشكل دوري لتوافق المتغيرات الحاصلة في النزاع السوري، ونعكس ما نوثقه ضمن قواعد البيانات عبر المواد التي نصدرها من تقارير حقوقية متنوعة، حيث مرت سنوات كثيفة الانتهاكات كنا نصدر فيها 8 تقارير شهرية، وهي: الضحايا، المعتقلون، التعذيب، المجازر، الانتهاكات بحق الإعلاميين، الانتهاكات بحق القطاع الطبي، البراميل المتفجرة، استهداف المراكز الحيوية، فيما نصدر حالياً، 3 تقارير شهرية هي: الضحايا والتعذيب، الاعتقال، حالة حقوق الإنسان في سوريا، وهو تقرير يشتمل على أنماط متعددة من الانتهاكات وتطورات الأحداث، كما نصدر تقارير مواضيعية تتناول قضايا محددة بحسب الحاجة والأولوية، إضافة إلى الأخبار اليومية، البيانات، وتقرير يومي عن حصيلة الضحايا لم يتوقف منذ سنوات حتى اليوم.