الرئيسيةالبياناتالتعذيب في السجون السورية ليس مزحة

التعذيب في السجون السورية ليس مزحة

مشاركة

الإشتراك

أحدث المقالات

سوريا تصدر قانونا يجرم التعذيب

نساء سوريات يحملن لافتات أمام المحكمة في كوبلنز، ألمانيا، بعد أن أدانت مسؤولا سابقا في المخابرات السورية على جرائم ضد الإنسانية لكونه أشرف على انتهاكات بحق معتقلين في مركز احتجاز قرب دمشق، سوريا، 13 يناير/كانون الثاني 2022. © 2022 أسوشيتد برس/مارتن مايسنر

متاح بالـ

 

سارة الكيالي
باحثة سوريا في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذه ليست كذبة نيسان. أصدرت سوريا، حيث التعذيب روتيني ومتفشٍ، قانوناً يجرّم هذه الممارسة.
أفادت “الوكالة العربية السورية للأنباء” (سانا) في 30 /آذار/ 2022، في إعلان بدا ساخراً، أن الحكومة السورية أصدرت قانوناً لمناهضة التعذيب.

يُجرّم القانون التعذيب ويفرض السَّجن حتى ثلاث سنوات، وتصل العقوبة إلى الإعدام في حالة الاغتصاب أو الوفاة. كما يحظر على أي سلطة الأمر بتعذيب أي شخص، وينصّ على أن الأدلة التي تُجمع أثناء التعذيب باطلة.

من الصعب أخذ أمر كهذا على محمل الجد، نظراً إلى تفشي التعذيب على يد سلطات الدولة السورية. وكما وثّقت هيومن رايتس ووتش وغيرها بشكل مستفيض، احتجزت سوريا تعسفاً وعذبت عشرات الآلاف بما يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

في آب 2013، سرّب عسكري منشق لُقّب بـ “قيصر” 53,275 صورة خارج سوريا. تُقدّم الصور أدلة قاطعة على انتشار التعذيب، والتجويع، والضرب، والمرض في مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة السورية.

مع ذلك، ورغم الإدانة الواسعة، لم تفعل الحكومة السورية شيئاً يُذكر لوقف أجهزتها عن استخدام التعذيب.

رغم صعوبة التكهن بنوايا حكومة طبيعتها التعسف، فقد يكون إقرار القانون رداً على الجهود المستمرة لمقاضاة المسؤولين السوريين على استخدام التعذيب في النزاع، بما فيها محاولة بعض الدول محاسبة الحكومة السورية عن التعذيب بموجب “اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب”.

على الحكومة أن تفعل أكثر بكثير من مجرد إصدار قانون لإظهار قيامها بالإصلاح. ينبغي لها البدء بمحاسبة المسؤولين عن التعذيب على مدار العقد الماضي؛ والإفراج عن جميع المعتقلين تعسفاً في مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية؛ والمساهمة الجادة في جهد دولي ومستقل لتحديد وكشف مصير آلاف المخفيين.
حينها فقط نشيد بهذه الخطوة.

نشرت المقالة الأصلية على موقع هيومن رايتس ووتش

المواد ذات الصلة

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تطالب السلطة السورية الجديدة إلى دعوة اللجنة الدولية لشؤون المفقودين للعمل...

على السلطة السورية الجديدة أن تمنح ملف المفقودين أولوية قصوى، مع التركيز على الالتقاء بعائلات الضحايا ومعالجة...

ورقة قانونية: الاستجابة الحقوقية ما بعد سقوط النظام السوري

اللغات متاح بالـ English عربي   عقب ما يزيد عن خمسة عقود من العنف والقمع منها عقد ونيف هو الأكثر...

لا بديل عن محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب

يتحتم على جميع مؤيدي الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، بمن فيهم فنانون وسياسيون وكتّاب، تقديم اعتذارات علنية...

أبرز جرائم نظام الأسد بحقِّ الشعب السوري على مدى 14 عاماً

اللغات متاح بالـ English عربي   لاهاي – أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً يُبرز أشد الخسائر البشرية والمادية التي...