اللغات
متاح بالـ
تواجه قرابة 2,000 عائلة في خمسة مخيمات للنازحين في منطقة الشهباء بريف حلب ندرة حادة في المياه، ويشكل هذا الوضع أزمة إنسانية خطيرة تهدد حياة قاطني هذه المخيمات. فمنذ الخميس 15/ شباط/ 2024 أوقفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عملياتها فجأة بسبب نقص التمويل.
تقطن هذه العوائل في خمسة مخيمات للنازحين -تؤوي نازحين من مدينة عفرين ومناطق متعددة من ريف حلب الشمالي- وتقع هذه المخيمات في منطقة الشهباء[1] شمال محافظة حلب، وتخضع هذه المنطقة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والمخيمات هي:
مخيم سردم (العصر) -تقطنه نحو 1050 عائلة-، ومخيم برخدان (المقاومة) -تقطنه نحو 700 عائلة-، ومخيم فاغير (العودة) -تقطنه نحو 125 عائلة-، ومخيم عفرين -تقطنه نحو 108 عائلات-، ومخيم الشهباء -تقطنه نحو 148 عائلة.
وكانت اليونيسف تتولى مهمة تعبئة المياه الصالحة للشرب في خزانات بلاستيكية موجودة ضمن هذه المخيمات بعد نقلها للمياه من مدينة حلب عبر صهاريج، وبسبب طول مدة انقطاع المياه، وعدم نقل القوى المسيطرة المياه لسكان هذه المخيمات، اضطر السكان إلى شراء المياه من أصحاب الآبار الارتوازية في المنطقة، وهذه المياه إضافة إلى قلة كمياتها، هناك صعوبات لوجستية في نقلها، لكن الأخطر أنها غالباً ما تكون ملوثة؛ ونتيجة لذلك تحذّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة المنقولة بالمياه داخل هذه المجتمعات.
نشير إلى أن قاطني منطقة الشهباء ومخيمات النازحين المنتشرة ضمنها يعانون نقصاً في العديد من الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية ناتج عن التضييق الذي تمارسه نقاط التفتيش العسكرية (حواجز) التابعة لقوات النظام السوري والمنتشرة في محيطها، وكانت منظمة اليونيسف قد أوقفت تباعاً عمليات إمدادها بالمياه الصالحة للشرب للعديد من القرى والبلدات في منطقة الشهباء في عامي 2020 و2021 واقتصرت عملياتها على إمداد مخيمات النازحين فقط.
تأسف الشبكة السورية لحقوق الإنسان لتخفيض المساعدات الإنسانية للنازحين في سوريا، ويأتي هذا التخفيض الذي استهدف اليونيسف بعد تخفيض مشابه عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي أعلن في 14 كانون الأول 2023، عن تقليصه المساعدات في جميع أنحاء سوريا.
وفي ظلِّ هذه التحديات، تناشد الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدول المانحة بزيادة تبرعاتها، وتناشد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وكذلك هيئات الإغاثة الدولية حول العالم بتقديم العون العاجل لمعالجة أزمة المياه بشكل عاجل. وتدعو الشبكة إلى إعادة مخصصات المياه إلى مستوياتها السابقة وضمان استمرار توصيلها. كما نطالب بزيادة التمويل للمنظمات الدولية لمواصلة عملياتها الحيوية، لا سيما في شمال وغرب سوريا، حيث تكتظ مئات مخيمات النازحين بالسكان.
ونطالب قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها القوة المسيطرة بالتحرك العاجل والعمل على إيجاد حلول بديلة عاجلة لإيصال المياه للنازحين في مناطقها، فهي تتحمل المسؤولية القانونية عن جميع السكان في المناطق التي تسيطر عليها. وتدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان القيود المتفرقة التي تفرضها قوات النظام السوري، والتي تعيق تحرك المواد الأساسية والغذائية إلى منطقة الشهباء، مما يؤثر على السكان المحليين والنازحين.