منذ الإعلان عن تشكيل “هيئة تحرير الشام” في 28 كانون الثاني/ يناير 2017، الذي ضمَّ بشكل رئيس تنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصيل أنصار الدين، وهما من التنظيمات الإسلامية المتشدِّدة، إضافة إلى عددٍ من فصائل المعارضة المسلحة، مارست الهيئة عمليات متكرِّرة من القمع والاقتحام لمراكز منظمات المجتمع المدني العاملة في محافظة إدلب، وصادرت ممتلكاتها، وقامت بعمليات اعتقال وملاحقة وخطف واسعة استهدفت فيها العاملين في تلك المراكز، وأدى ذلك إلى عرقلة عمل تلك المنظمات، وإيقاف كثيرٍ من نشاطاتها بحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
يوم الجمعة 10 آذار/ مارس 2017 قامت “هيئة تحرير الشام” باقتحام مقر “منتدى بوابة إدلب” في مدينة سراقب في محافظة إدلب، وصادرت معداته؛ إثر إقامة المنتدى فعالية تكريم لعددٍ من السيدات السوريات الناشطات في الداخل السوري بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار/ مارس تحت عنوان “نون الثورة”، بذريعة وجود اختلاط بين الذكور والإناث في أثناء إقامة الفعالية، ما يعني بوضوح أن سلطة الأمر الواقع في المحافظة “هيئة تحرير الشام”، تحاول فرض رؤيتها وأحكامها المتشددة على المنظمات العاملة في المجمع المدني والتحكم في مواردها ونشاطاتها، وتعميم هذه الرؤية تدريجيًا على المجتمع السوري، باستخدام قوتها العسكرية؛ مع أن جميع سلطات الأمر الواقع، من أي لون وشكل، ملزمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان باحترام الحقوق الأساسية للناس في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
إن المنظمات والجهات السورية الموقعة على هذا البيان تدين ممارسات “هيئة تحرير الشام” التي تهدف إلى قمع وإقصاء المجتمع السوري، وتطالب بإعادة جميع التجهيزات التي استولت عليها إلى أصحابها.