على قوات سوريا الديمقراطية السماح الفوري للمحاصرين بالنزوح إلى مناطق سيطرتها
منذ منتصف آب 2017 حتى اليوم تمكَّنت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من السيطرة على معظم قرى ريف دير الزور الغربي والشرقي الواقعة غرب نهر الفرات وإنهاء الحصار المفروض على أحياء الجورة والقصور التي تخضع لحصار تنظيم داعش منذ آذار 2015 وفي طريقها لتحقيق ذلك لم تكترث بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وثقنا ارتكاب مئات الانتهاكات بشكل متكرر ويومي، واستخدام لامبالي للهجمات عشوائية، واستهدافا متعمَّداً للعديد من للمراكز الحيوية المدنية؛ وقد تسبب ذلك في مقتل ما لايقل عن 687 مدنياً بينهم 189 طفلاً و 123 سيدة ، وفرار قرابة 252 ألف نسمة من قرى الريف الشرقي والغربي ومن أحياء مدينة دير الزور، نزح معظمهم إلى القرى الواقعة شرق نهر الفرات، وقد أصدرنا تقريراً موجزاً عن الأوضاع الإنسانية التي يُعاني منها النازحون.
في 13/ تشرين الأول/ 2017 سيطرت قوات النظام السوري على بلدة الصالحية -التي تُعدُّ المدخل الشمالي لمدينة دير الزور، والمنفذَ الوحيد الذي كان يسلُكُه المدنيون للهروب من العمليات العسكرية باتجاه مناطق ريف دير الزور- وحاصرت ما تبقى من مدنيين، الذين نُقدِّر عددَهم بقرابة 750 مدنياً في 9 أحياء يُسيطر عليها تنظيم داعش: هي العمال والصناعة، والرصافة، والمطار القديم، وحي كنامات، والحويقة، والعرضي، والشيخ ياسين، والحميدية.
لم تكتفِ قوات النظام السوري بتشديد الحصار على المدنيين ومنعهم من النزوح بل استمرت في شنِّ هجماتها الجوية المكثَّفة، التي أودت بحياة العشرات فقد سجلنا بين 13/ تشرين الأول/ 2017 حتى لحظة إعداد هذا التقرير مقتل ما لايقل عن 22 مدنياً بينهم 5 طفلاً على يد الحلف السوري الروسي.
في 2/ تشرين الثاني الجاري استطاعت قوات النظام السوري السيطرة على 90 % من أحياء مدينة دير الزور وبقي تنظيم داعش مسيطراً على حيَّي الحويقة والرشدية ومنطقة حويجة قاطع التي حوصر فيها المدنيون ولم يبقَ أمامهم سوى النزوح باتجاه قرية الحسينية الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقد سجلنا في يومي 1 و2 تشرين الثاني عمليات إطلاق رصاص نفَّذتها قوات سوريا الديمقراطية على منطقة حويجة قاطع؛ ما أعاق حركة نزوح وفرار المدنيين وأثار مخاوفهم من استهداف قواربهم في حال قرروا النزوح إلى القرية.