للمرة الثالثة يتم رفض طلب الشبكة السورية لحقوق الإنسان المشاركة في المؤتمر السنوي
اللغات
متاح بالـ
لاهاي – الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
يعقد مؤتمر الدول الأطراف (CSP) سنوياً في لاهاي للإشراف على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ويعزز أهداف الاتفاقية، ويراجع الامتثال للمعاهدة. ويتألف المؤتمر من ممثلي جميع الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولكل منها صوت واحد. ويتيح المؤتمر للمنظمات غير الحكومية فرصة التقدم بطلب للمشاركة وحضور الجلسات العامة للمؤتمر، وتقوم المنظمات الحقوقية بتنظيم فعاليات جانبية على هامش المؤتمر ودعوة بعض الدول المناصرة لمكافحة الأسلحة الكيميائية، وهناك منظمات من مختلف دول العالم، ما عدا سوريا، وهي الدولة الأكثر تضرراً في العالم نتيجةً لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
وقد قمنا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في السنوات الماضية وهذه السنة بتقديم طلب اعتماد لمؤتمر الدول الأطراف والذي سوف يُعقد في لاهاي بين 27 تشرين الثاني و1 كانون الأول 2023، وذلك بصفتنا منظمة حقوقية تعمل على توثيق استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وتم رفض الطلب من قبل بعض الدول في اللجنة العامة لمؤتمر الدول الأطراف الثامن والعشرين (نعتقد أنها دول دكتاتورية تدعم النظام السوري) دون إيضاح الأسباب. ونشير إلى أنه الرفض الثالث لنا والثاني في هذا العام، حيث كنا قد قدمنا طلب اعتماد لحضور المؤتمر الاستعراضي الخامس (RC-5)، الذي عقد في لاهاي بين 15 و19 أيار/2023، وتم رفض طلب المشاركة أيضاً من قبل اللجنة العامة للدورة الخامسة الخاصة بالمؤتمر.
عملت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشكل واسع على ملف الأسلحة الكيميائية على مدى قرابة عشر سنوات، وأصدرت عشرات التقارير والبيانات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وتمتلك قاعدة بيانات ضخمة عن الحوادث التي وثقتها، بما في ذلك ضحايا تلك الهجمات من قتلى وجرحى، وكذلك بيانات مئات المتورطين باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقد وقعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في كانون الثاني/ 2020 اتفاقية مع فريق التحقيق وتحديد المسؤولية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتُعدُّ مرجعاً في جميع التقارير التي صدرت عنه.
كما انضمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تحالف اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الثاني/ 2022، وهو شبكة مجتمع مدني دولية مستقلة مهمتها دعم أهداف اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC) وتكملة جهود الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من خلال عمل المجتمع المدني المركز الذي يهدف إلى تحقيق العضوية الكاملة في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، والقضاء الآمن وفي الوقت المناسب على جميع الأسلحة الكيميائية، ومنع إساءة استخدام المواد الكيميائية لأغراض عدائية، وتعزيز استخدامها السلمي.
تسعى الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر حضورها مؤتمر الدول الأطراف إلى تنظيم فعالية دولية للحديث عن آخر مستجدات ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، وعرض لأبرز المتورطين فيه، فما زال النظام السوري يعرقل التحقيقات، وينتج ويخزن أسلحة كيميائية.
ويجب تغيير آلية قبول ورفض منظمات المجتمع المدني، ووضع معايير منطقية، مثل مدى إسهام هذه المنظمات في ملف الأسلحة الكيميائية، أما المعايير الحالية فهي تصب في صالح الأنظمة التي تنتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ولن تتمكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الحضور مطلقاً، وسوف يتكرر رفض الطلب بناءً على معايير تعسفية، لأن الشبكة السورية لحقوق الإنسان من أبرز المنظمات التي عملت منذ عام 2012 على توثيق استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وأصدرت عدداً كبيراً من التقارير في هذا الملف.
إن رفض طلب انضمام الشبكة السورية لحقوق الإنسان يساهم في ترك الساحة للنظام السوري وروسيا والصين وإيران، وهي الدول التي صوتت لصالح استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في سوريا، ووقفت ضد إدانته وشككت بتقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ويساعد هذه الدول في الترويج لتضليلها الإعلامي، ولسرديتها المشوهة للحقيقة في سوريا.