فضل عبد الغني& Kars de Bruijne
عقدَ كل من مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة (ACLED) والشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) شراكة بينهما -مع مجموعة كبيرة من مصادر المعلومات-؛ تهدف إلى جمع وحصر المعلومات عن سوريا.
وتضمُّ قائمة مصادر المعلومات الأخرى: Carter Center، وAirwars، وLiveUaMap، والمركز الدولي للأمن والتنمية (ISDC)، وClingendael Institute، ومنظمة سوريا على طول، وLondon School of Economics Conflict Research Group، المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR)، وشبكة شام الإخبارية، وعدد من المصادر الأخرى.
توفِّر قاعدة البيانات الناتجة عن هذا التحالف فهماً أفضل لطبيعة النِّزاع في سوريا. وتتضمّن حوادث وُثِقَت في المناطق التي شهدت مستويات أعلى من العنف، وبالتالي تعرَّض المدنيون فيها للنصيب الأكبر من الأذى والضَّرر. وتُقدِّم للمنظمات الإنسانية فرصة الإفادة من هذه البيانات الميدانية؛ لتقدير الاحتياجات في المناطق التي استُهدفت بالألغام والذخائر العنقودية، أو لتتبع حركة النازحين. كما تُقدِّم للصحفيين معلومات حول مئات الميليشيات المقاتلة الموجودة على الأراضي السورية وأشكال العنف التي تمارسها. وتستطيع الحكومات والمنظمات المعنية بعمليات المناصرة -عبر قاعدة البيانات المتاحة- متابعة الانتهاكات وتحديد الجهات المسؤولة عنها. وقد تلعب قاعدة البيانات هذه دوراً حيوياً وفعالاً في المستقبل عند إعادة إعمار سوريا.
نتيجة طول أمد الصِّراع السوري وتوزُّع مناطق السيطرة بين الأطراف المتنازعة؛ ليس هناك أية جهة تملك شبكة معلومات عن كل قرية سورية، وتنحصر مجالات خبرة كل منظّمة في منطقة جغرافية محدّدة، كما لا يوجد منظّمة ترصد حركة الطيران فوق سوريا، إلا أنَّ هناك بعض الجهات التي تتمتّع بالقدرة على تحديد المواقع التي تُلقى عليها قذائف قوات التحالف الدولي والطيران الروسي. كما أنَّه لا توجد على الأرض السورية منظّمة تعمل على تتبُّع حركة القوات البرية، إلا أنَّ هناك جهات تعمل على تتبع المناطق التي ينتزع النظام السوري السيطرة عليها.
وبالنظر إلى كل ما سبق كان لا بُدَّ من تعاون حقيقي يُساهمُ في فهم أعمق وأشمل لما يحدث يومياً في سوريا؛ الأمر الذي دفعَ الشبكة السورية لحقوق الإنسان لمشاركة بياناتها مع ACLED.
ويوضح هذا المقال المساهمة التي شكّلتها قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عمل ACLED .