انفجار الألغام الأرضية والذخائر العنقودية يتسبب بمقتل 71 مدنياً بينهم 7 أطفال و3 سيدات في كانون الثاني/يناير
اللغات
متاح بالـ
بيان صحفي (لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل):
لاهاي – قالت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم إنَّ 236 مدنياً قد قتلوا في سوريا في كانون الثاني/يناير 2025، بينهم 32 طفلاً و18 سيدة، بينهم 21 مدنياً على يد قوات سوريا الديمقراطية، و1 سيدة بسبب التعذيب. كما وثقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 71 مدنياً في سوريا بينهم 7 أطفال و3 سيدات جراء انفجار الألغام الأرضية والذخائر العنقودية.
جاء التقرير في 20 صفحة، ورصد فيه حصيلة الضحايا في كانون الثاني/يناير 2025، مع تسليط الضوء على الضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب، وحصيلة المجازر التي ارتكبتها أطراف النزاع. كما تناول التقرير المهام التي تقوم بها الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في مجال توثيق القتل خارج نطاق القانون.
استند التقرير إلى مراقبة مستمرة للحوادث والمصادر بالإضافة إلى شبكة علاقات واسعة تضم عشرات المصادر المتنوعة إلى جانب تحليل الصور والمقاطع المصوَّرة.
ويقتصر هذا التقرير على الضحايا المدنيين الذين تمكّن الفريق من توثيق مقتلهم خلال الشهر المنصرم. قد تكون بعض الوفيات الموثّقة قد حدثت قبل أشهر أو سنوات، لذلك يُدرج التاريخ الذي تم فيه التوثيق والتاريخ المقدر لوقوع الحادثة. مع الأخذ في الاعتبار التغيير الكبير الذي حدث في السلطة ومواقع السيطرة بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
أشار التقرير إلى أنَّه على الرغم من سقوط نظام بشار الأسد إلا أنَّنا ما زلنا نوثق انتهاكات تسببت بها قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية له، وذلك إما بسبب انفجار مخلفات الحرب والذخائر العنقودية من قصف سابق لنظام الأسد، أو بسبب وفاة مدنيين متأثرين بجراحهم جراء قصف سابق، بالإضافة لاستمرار عمليات القتل من قبل ميليشيات تابعة له، فقد وثقنا من بين 236 مدنياً الذين تم توثيق مقتلهم في كانون الثاني/يناير 2025، مقتل 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال على يد قوات نظام بشار الأسد، بينما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 21 مدنياً، بينهم 7 أطفال و6 سيدات، فيما قتل الجيش الوطني 4 مدنيين، بينهم 2 طفل و1 سيدة، كما قتلت قوات التحالف الدولي 1 طفل. وسجل التقرير مقتل 201 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و11 سيدة على يد جهات أخرى.
أوضح التقرير أنَّ محافظة حلب سجلت أعلى نسبة من الضحايا حيث بلغت 35 % من إجمالي حصيلة الضحايا، تلتها محافظة حماة بنسية تقارب 16 % جميع ضحاياها قتلوا على يد جهات أخرى، تلتها محافظة دير الزور بنسبة تقارب 10 %.
كما وثق التقرير مقتل 1 سيدة تحت التعذيب في كانون الثاني/يناير 2025، قتلت على يد قوات سوريا الديمقراطية.
كما تم توثيق مقتل 4 من الكوادر الطبية على يد جهات أخرى. وسجل التقرير مقتل 1 من الكوادر الإعلامية على يد جهات أخرى. كما وثق التقرير مقتل 1 من كوادر الدفاع المدني على يد جهات أخرى. وسجل التقرير وقوع 2 مجزرة في كانون الثاني/يناير 2025 على يد جهات أخرى.
وبحسب التقرير فقد سجلت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في كانون الثاني/يناير 2025، ما لا يقل عن 14 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، 1 حادثة منها على يد الجيش الوطني، و4 حوادث على يد قوات سوريا الديمقراطية، كما ارتُكبت 9 حوادث اعتداء على يد جهات أخرى.
واختتم التقرير بعدد من الاستنتاجات والتوصيات:
الاستنتاجات:
1. الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية: تُشير الأدلة التي جمعتها الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنَّ غالبية الهجمات استهدفت المدنيين بشكل مباشر، بما في ذلك تدمير المنشآت المدنية.
2. الألغام الأرضية: قُتل عدد كبير من السوريين جراء الألغام المزروعة، دون أن تقوم أي من القوى المتورطة في النزاع بتقديم خرائط توضح أماكن زراعتها. هذا يُظهر الاستهتار بأرواح المدنيين، وخصوصاً الأطفال.
3. القصف العشوائي من قوات سوريا الديمقراطية: تُعد الهجمات العشوائية وغير المتناسبة التي نفّذتها قوات سوريا الديمقراطية خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وهي جرائم ترتقي إلى جرائم حرب.
4. التفجيرات عن بُعد: إنَّ استخدام التفجيرات عن بُعد لاستهداف المناطق السكنية المكتظة يُظهر نية مبيّتة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وهو انتهاك صريح للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولاتفاقية جنيف الرابعة (المواد 27، 31، 32).
5. لم تراعِ القوات التركية خلال هجماتها على مراكز قوات سوريا الديمقراطية مبدأ التناسب في القانون الدولي ممَّا خلَّف وقوع ضحايا مدنيين، كما أنَّ قوات سوريا الديمقراطية انتهكت القانون الدولي الإنساني عبر التمركز في مناطق مدنية.
6. التقاعس عن توفير الحماية للمدنيين:
أظهرت جميع أطراف النزاع في سوريا تقاعساً ممنهجاً عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. يشكل ذلك انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصة القاعدة 87 من القواعد العرفية للقانون الإنساني الدولي التي تُلزم بحماية السكان المدنيين من أخطار العمليات العسكرية، وبشكل خاص النساء والأطفال.
التوصيات:
إلى الحكومة السورية الجديدة
1. التعاون مع الآليات الدولية:
° إصدار دعوات رسمية لآليات أممية ودولية مستقلة، بما يشمل:
■ الآلية الدولية المحايدة والمستقلة بشأن سوريا.
■ لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة.
■ اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP).
■ الصليب الأحمر الدولي.
° تمكين هذه الجهات من الوصول دون عوائق إلى مراكز الاحتجاز ومسارح الجرائم.
2. حماية الأدلة ومواقع الجرائم:
° اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأدلة، بما في ذلك توثيق مواقع المقابر الجماعية والسجون، ومنع العبث أو التعدي عليها.
° تسجيل المواقع المهمة ووضع علامات واضحة عليها لضمان استخدامها كأدلة قانونية مستقبلاً.
3. معالجة قضية المفقودين والاعتقال التعسفي:
° التعاون مع المؤسسات الدولية لتحديد مصير المفقودين، وتسهيل الوصول إلى مراكز الاحتجاز.
° الإفراج عن جميع المعتقلين المحتجزين بشكل غير قانوني، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية لهم، وضمان لم شملهم بعائلاتهم.
° إنشاء نظام وطني لتتبع أوضاع المعتقلين والمفرج عنهم وإعادة تأهيلهم.
4. تعزيز العدالة والمساءلة:
° جمع الأدلة المرتبطة بالانتهاكات، بما في ذلك وثائق السجلات الرسمية ومواقع الجرائم.
° التصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومنح المحكمة الولاية القضائية بأثر رجعي.
° تبني سياسات شاملة للعدالة الانتقالية، تشمل محاسبة المسؤولين عن الجرائم، وتعويض الضحايا، وضمان الشفافية، والمصداقية.
5. حماية المدنيين والمواقع الثقافية:
° تأمين الحماية للمدنيين والأقليات وضمان حقوقهم الأساسية في العيش بأمان.
° إعطاء الأولوية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، مع توفير التمويل اللازم والتوعية بالمخاطر.
° حماية المواقع الثقافية والتراثية من النهب أو التدمير.
6. إصلاح الحوكمة:
° بناء هيكلية شاملة للحوكمة تمثل جميع قطاعات المجتمع السوري، بما في ذلك النساء والأقليات ومنظمات المجتمع المدني.
° توثيق وحماية الممتلكات المهجورة لضمان تعويض أصحابها مستقبلاً.
° تحسين الخدمات الأساسية، وضمان وصولها إلى جميع المواطنين بما يشمل ذوي الإعاقة.
7. منع المزيد من الانتهاكات:
° ضمان احترام الحقوق والحريات الأساسية للجميع دون تمييز.
° إصلاح النظام القضائي وأجهزة الأمن بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
8. دعم المتضررين وإعادة التأهيل:
° تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لعائلات المفقودين وضحايا النزاع.
° تطوير برامج شاملة لإعادة تأهيل الناجين والمعتقلين المفرج عنهم.
إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي:
1. إحالة الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية:
° إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
° الضغط على الجهات الدولية، بما في ذلك الحكومة الروسية، لتسليم المسؤولين عن الجرائم، بمن فيهم بشار الأسد وعائلته، إلى المحاكم الدولية.
2. تجميد ومصادرة أموال النظام السابق:
° تجميد الأصول المالية للنظام السابق والمقربين منه، وتخصيصها لدعم جهود العدالة الانتقالية والمساعدات الإنسانية.
3. عزيز الجهود الإنسانية:
° مطالبة وكالات الأمم المتحدة بتكثيف تقديم المساعدات الإنسانية، بما يشمل الغذاء والدواء، في المناطق المتضررة ومخيمات النازحين داخلياً.
° ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال الشرقي لسوريا، بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتلبية احتياجات النازحين ومرافق احتجاز المشتبه بهم السابقين في تنظيم “داعش”.
° التأكد من أنَّ المساعدات المقدمة للحكومة الحالية أو المستقبلية تساهم في احترام حقوق الإنسان وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
4. إزالة الألغام ومخلفات الحرب:
° تخصيص تمويل من صندوق الأمم المتحدة لدعم جهود إزالة الألغام في المناطق المتضررة، للحد من المخاطر طويلة الأمد وضمان بيئة آمنة للمدنيين.
5. دعم قضية المفقودين والمصالحة الوطنية:
° تقديم الموارد اللازمة لتعزيز جهود اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP)، بما يشمل تدريب الكوادر المحلية واستخدام التقنيات المتقدمة لتحديد هوية المفقودين.
° دعم المبادرات التي تسهم في تحقيق المصالحة الوطنية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لعائلات المفقودين.
6. رفع العقوبات وتأثيرها الإنساني:
° مراجعة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لضمان عدم تأثيرها السلبي على العمليات الإنسانية، مع استمرار فرض العقوبات التي تستهدف الجماعات المصنفة إرهابية.
7. ضمان حماية اللاجئين السوريين:
° دعوة الدول المضيفة للاجئين السوريين إلى الامتناع عن الترحيل القسري أو الضغط عليهم للعودة.
° العمل على تهيئة الظروف داخل سوريا لضمان العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين بما يتماشى مع المعايير الدولية، مع إعطاء الأولوية لتحسين البنية التحتية واستقرار الأمن.
إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان:
• تقديم تقارير إلى مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة حول الانتهاكات الموثقة في هذا التقرير والتقارير السابقة، مع تسليط الضوء على استمرار القتل في سوريا.
إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة (COI):
1. فتح تحقيقات شاملة في الانتهاكات المذكورة في هذا التقرير والتقارير السابقة، مع استعداد الشَّبكة السورية للتعاون وتقديم المزيد من الأدلة.
2. العمل على تحديد مسؤولية الأفراد المتورطين في جرائم الحرب ونشر أسمائهم لفضحهم دولياً وإيقاف التعامل معهم سياسياً واقتصادياً.
إلى الآلية الدولية المحايدة المستقلة (IIIM):
• جمع مزيد من الأدلة المتعلقة بالجرائم الموثقة في هذا التقرير، وتوفير تبادل الخبرات مع المنظمات السورية العاملة في مجال التوثيق وجمع وتحليل البيانات.
إلى قوات سوريا الديمقراطية:
1. تشكيل لجنة تحقيق داخلية في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات سوريا الديمقراطية، ومحاسبة المتورطين، وتعويض الضحايا.
2. الامتناع عن التمركز العسكري في مناطق المدنيين مما يهدد حياتهم بالخطر.
3. تقديم خرائط توضح مواقع الألغام التي زرعتها القوات في المناطق المدنية.
إلى فصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني:
1. حماية المدنيين في كافة مناطق السيطرة.
2. فتح تحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان، ومحاسبة المتورطين، والإفصاح عن نتائج التحقيقات أمام المجتمع المحلي.
3. تقديم خرائط توضح مواقع الألغام التي زرعتها الفصائل في المناطق المدنية.
إلى القوات التركية:
• فتح تحقيقات في الحوادث الواردة في هذا التقرير، وتعويض الضحايا، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وبشكل خاص مبدأي التمييز والتناسب.
إلى المنظمات الإنسانية:
1. وضع خطط عاجلة لتوفير مراكز إيواء كريمة للمشردين داخلياً، خاصة الأرامل والأيتام.
2. تكثيف الجهود لإزالة الألغام بالتزامن مع العمليات الإغاثية.
3. تزويد المرافق الحيوية مثل المنشآت الطبية والمدارس بسيارات إسعاف تحمل علامات واضحة يمكن تمييزها من مسافات بعيدة.