القوات الحكومية تنبش المقابر وتسرق الجثث في مدينة حمص
اللغات
متاح بالـ
اللغات
متاح بالـ
في منتصف شهر أيار/ 2014، سيطرت القوات الحكومية على أحياء حمص القديمة بعد اتفاق الهدنة وانسحاب عناصر المعارضة المسلحة، لكن الحكومة السورية وكما هو الحال في جميع الهدن المزعومة في جميع المحافظات السورية غدرت بالأهالي، ولم تطبق ما تم الاتفاق عليه، وكان هذا متوقعاً في ظل عدم تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي.
بخلاف اتفاق الهدنة منعت القوات الحكومية الأهالي من العودة إلى منازلهم، حتى الأهالي الغير منتسبين إلى مجموعات مسلحة، كان هناك بعض الاستثناءات البسيطة، كما حصل في حي الحميدية ذي الأغلبية المسيحية، ثم حي الورشة وباب دريب بشكل أقل.
كما لم تقم الحكومة السورية حتى الآن بأي من عمليات الترميم لشبكات المياه والكهرباء التي دمرها القصف الحكومي الجوي والمدفعي طوال سنتين من الحصار.
في يوم الخميس 22/ كانون الثاني/ 2015 قامت مجموعة من القوات الحكومية (يقصد بها الجيش والأمن والميليشيات المحلية والشيعية الأجنبية) بتطويق منطقة منزول آل رجوب (وهو مكان تقام فيه اجتماعات العائلة) في حي باب دريب وحديقة مسجد الشيخ كامل في حي بستان الديوان، وفرضت حظر تجوال في المنطقة، ثم قامت بعد ذلك بحفر القبور ونبشها، وسرقة ما يقارب 20 جثة.
استطاعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الوصول إلى إحدى سكان تلك المنطقة وتدعى السيدة سمية، التي أفادت بشهادتها حول تفاصيل الحادثة:
“وردت لي أخبار من بعض الأهالي الذين يقنطون بالقرب من منزول آل رجوب عن قيام عناصر من النظام والشبيحة بتطويق المقبرة هناك ونبش القبور وسرقة بعض الجثث التي كانت مدفونة في حديقة المنزول، أثناء تلك العملية هددت القوات الحكومية الناس بالسلاح في حال الاقتراب.
في اليوم التالي حاولت الاقتراب من المكان ومن حديقة جامع الشيخ الكامل التي قاموا بنبش القبور فيها أيضاً، ووجدت مكان القبور وقد تم انتشال الجثث منها. كما شاهدت بعض القبور التي تم الحفر فيها، لكن لم يتم سحب الجثث منها، وقد قام عناصر الأمن بتغطيتها بأغصان الشجر وبعض القمامة.
عدد القبور التي قاموا بتخريبها في منزول آل الرجوب أكثر من 5، أما في حديقة مسجد الشيخ كامل فكان العدد كبيراً.
سمعت من أهالي الحي المقيمين في تلك المنطقة أن الجثث التي سُحبت تم وضعها في أكياس، ثم أُخذت إلى مكان لا يستطيع أحد تحديده”.