بلدان المغرب العربي الأسوء في استقبال اللاجئين السوريين
اللغات
متاح بالـ
اللغات
متاح بالـ
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تجاوزر أعداد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة فقط حاجز الـ 4 ملايين شخص، لكن تقديراتنا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان تشير إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير، لأن آلاف اللاجئين غير مسجلين لدى المفوضية السامية. وقد أشارت المفوضية إلى أن تركيا لوحدها استقبلت نصف عدد اللاجئين السوريين تقريباً، حيث أنها تنتهج سياسة الباب المفتوح وهي تتوقع تدفق موجات جديدة قريباً.
مقابل ذلك فإن عدداً من الدول العربية تضع قيوداً مشددة على دخول اللاجئين السوريين، كما يخضع اللاجئون المقيمون في هذه الدول لأشكال مختلفة من المضايقات. فعلى سبيل المثال إن مصر في عهد الرئيس السيسي قد طالبت السوريين بتأشيرات لدخول أراضيها وهذا لم يكن من قبل، كما رحَّلت العشرات منهم، أما دول المغرب العربي فهي تستضيف أعداداً محدودة جداً تُقدر ببضعة آلاف، كما أنها تفرض إجراءات تعجيزية لعرقلة دخول اللاجئين السوريين إلى أراضيها، حتى الذين يتمتعون بكفاءات عالية منهم، إضافة إلى ذلك فإن بعض الدول العربية ترفض إعطاء تأشيرات دخول حتى لأقرباء من الدرجة الأولى لأشخاص مقيمين يعملون لديها، نتيجة لكل ذلك أصبح من شبه المستحيل أن يحصل السوريون على عقود عمل في البلدان العربية.
يُفترض أن تُخفف بقية الدول العربية الحِملَ عن دول الطوق، وأن تقدم مزيداً من الدعم بمخلتف أشكاله لهذه الدول وللمنظمات السورية الوطنية العاملة فيها، وأيضاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فلقد فاق عدد اللاجئين السوريين عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّرَتهم إسرائيل، وإن بقاء هذه الدول في موقف شبه المتفرج سيزيد من معاناة الدول المضيفة، ويُهدد بالتالي مئات آلاف السوريين الذين يضطرون إما إلى الهجرة غير النظامية عبر البحار بما تحمله من مخاطر مخيفة، أو العودة إلى ديارهم المدمرة وتعريض حياتهم للخطر من جديد.