“جاؤوا لقتلنا”
المقدمة:
زاد التدخل الروسي من معاناة السوريين، في حين كان من المفترض أن يخفف عنهم باستهداف وإنهاء تنظيم داعش في وقت قياسي بناء على تصريحات المسؤولين الروس الذين انتقدوا بُطء إنجاز التحالف الدولي في إنهاء تنظيم داعش بعد مرور عام على تدخله، لكن ها هو التدخل الروسي يدخل شهره الثالث، ولايكاد يوجد أي إنجاز حقيقي على صعيد إضعاف أو إنهاء تنظيم داعش، بل وبخلاف ذلك فما بين 85 إلى 90% من الهجمات الروسية تركزت على مناطق تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، استهدفت في كثير من الأحيان مناطق مأهولة بالسكان وأسواقاً ومشافٍ ومراكز حيوية، وهو ما لم يفعله التحالف الدولي الذي انتقدته روسيا سابقاً.
كما استهدف التدخل الروسي عشرات المرات مواقع عسكرية تابعة لسيطرة المعارضة المسلحة، التي تقاتل النظام السوري وتنظيم داعش، ومن الصعوبات الشديدة التي واجهتنا هي التعرف على معظم هذه المواقع، والحصول على حصيلة الضحايا والمصابين، وذلك بسبب التكتم الشديد واعتبارها بمثابة أسرار عسكرية، خلافاً للمواقع المدنية التي يوجد فيها العديد من السكان المحليين، ولهذا فإن حصيلة الضحايا والمصابين التي تمكنا من تسجيلها تبقى أقل بكثير مما هي عليه في الحقيقة.
وفي بعض الحالات تمكن فريق العمل من توثيق بعض الهجمات على مراكز حيوية وتجمعات سكنية في مناطق خاضعة لسيطرة التنظيمات الإسلامية المتشددة.