طوق الحرمان
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الموسع الخاص بانتهاكات حقوق المرأة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويحمل تقرير هذا العام عنوان “طوق الحرمان”.
يوثق التقرير مختلف أنواع الانتهاكات من قبل أطراف النزاع الست في سوريا. واعتمدت منهجية التقرير على أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان في توثيق الضحايا والمعتقلين والمختفين قسرياً، عبر عمليات التوثيق والرصد اليومية المستمرة منذ عام 2011، كما استعرض 8 روايات لناجيات من بينهن ناجيات من عمليات خطف واعتقال وعنف جنسي.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“تُعتبر عمليات توثيق الانتهاكات في سوريا الأعقد والأكثر صعوبة في العالم، لكنَّ صعوبتها تتضاعف مرات عديدة في حال كانت الضحية امرأة، ليس من السّهولة بمكان أن تُصرِّح امرأة بشكل علني، أو حتى باسم مستعار عمَّا تعرَّضت له من انتهاكات في بيئة قد تُحوِّلها من ضحية إلى مُتَّهم، وتنظر إليها نظرة غير طبيعية، إنّها تُفضِّل أن تبقى صامتة، علينا تجاوز ذلك، ومن جانب آخر، ما الذي سوف يدفعها للحديث، ولم يُتخذ أي إجراء بحقِّ أيِّ مُرتكب انتهاك في سوريا، ومازال الإفلات من العقاب سيِّدَ الموقف”.
وثّق التقرير مقتل 20287 أنثى على يد القوات الحكومية، يتوزعون إلى 10862 أنثى بالغة، و9425 أنثى طفلة، في حين قتلت القوات الروسية 668 أنثى يتوزعون إلى 340 أنثى بالغة و328 أنثى طفلة، كما سجل التقرير قتلَ قوات الإدارة الذاتية الكردية 59 أنثى يتوزعون إلى 22 أنثى بالغة، و37 أنثى طفلة.
فيما قتلَ تنظيم داعش 358 أنثى توزعوا إلى 217 أنثى بالغة، و141 أنثى طفلة، وقتل تنظيم جبهة فتح الشام 74 أنثى يتوزعون إلى 53 أنثى بالغة و21 أنثى طفلة.
كما قُتلت 798 أنثى على يد فصائل المعارضة المسلحة يتوزعون إلى 407 أنثى بالغة و391 أنثى طفلة، بينما قتلت قوات التحالف الدولي 144 أنثى يتوزعون إلى 56 أنثى بالغة، و88 أُنثى طفلة. فيما وثق القرير مقتل 435 أنثى بينهم 204 أنثى بالغة و231 أنثى طفلة على يد جهات لم يتمكن من تحديدها.
وقد رصد التقرير تعرُّض ما لايقل عن8413 أنثى للاعتقال من قبل القوات الحكومية ومازلنَ قيد الاحتجاز حتى الآن، بينهنَّ 8111 أنثى بالغة، و302 أنثى طفلة، كما أن من بين المعتقلات ما لايقل عن2418 في عداد المختفيات قسريا،ً وسجل التقرير مقتل ما لايقل عن 39 أنثى بسبب التعذيب على يد القوات الحكومية.
ويشير التقرير إلى أن قوات الإدارة الذاتية الكردية احتجزت 1819 سيدة بينهن 208 طفلات دون سن 18 عاماً، من بين المعتقلات ما لايقل عن 49 في عداد المختفين قسرياً، وسجل التقرير مقتل سيدة واحدة بسبب إهمال الرعاية الصحية في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للإدارة الذاتية. فيما اعتقل تنظيم داعش714 أنثى يتوزعون إلى 693 أنثى بالغة و21 أنثى طفلة، وأصبح 205 منهن في عداد المختفيات قسرياً، بينما قتلت 13 أنثى بسبب التعذيب، أما فصائل المعارضة المسلحة فقد اعتقلت 769 أنثى يتوزعون إلى 407 أنثى بالغة و391 أنثى طفلة. فيما سجل التقرير تعرُّض ما لايقل عن 2143 أنثى للاختطاف والاختفاء القسري على يد جهات لم يتمكن من تحديدها، توزعوا إلى 1724 أنثى بالغة، و419 أنثى طفلة.
وقد وثق التقرير تعرض النساء في سوريا للاعتقال، والتعذيب، والعنف الجنسي، كما عانت النساء من التضييق في الحركة خوفاً من الاعتداء، والالتزام بلباس معين في مناطق سيطرة تنظيم داعش.
أوصى التقرير الدول الأوربية برفع وتيرة العقوبات الاقتصادية على داعمي النظام السوري الرئيسين، إيران وروسيا،
وتقديم كل مساعدة ممكنة لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في إعادة تأهيل الضحايا، ودمجهن في المجتمع مرة أخرى.
كما طالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ أية خطوات مهما تكن لحماية المرأة والمجتمع السوري والضغط على النظام السوري لزيارة مراقبين دوليين بمن فيهم لجنة التحقيق الدولية المستقلة لمراكز احتجاز النساء، دون قيد أو شرط.