أولاً: المقدمة:
تأسست منظمة الدفاع المدني السوري في آذار/ 2013 في محافظة حلب وتوسَّع انتشارها لتشمل معظم المحافظات السورية وتركَّز عملها بشكل خاص على تلبية الاحتياجات والخدمات السريعة والمباشرة التي تلي عمليات القصف وما يُخلفها من قتلى وجرحى ودمار، وهذا ما جعلها هدفاً لعمليات مُمنهجة من القصف والاستهداف من قبل قوات الحلف السوري الروسي بشكل خاص، هذه الهجمات استهدفت مقرات ومرافق منظمة الدفاع المدني كما استهدفت فِرَق الدفاع المدني أثناء تأدية خدمات الإسعاف وانتشال الضحايا عبر تكرار سياسية الضربة المزودجة: (هي سياسة اتَّبعها النظام السوري والروسي تقوم على مبدأ إعادة قصف الموقع المستهدف ذاته بعد مضي عدة دقائق بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية من كوادر الدفاع المدني وفرق الإسعاف والأطباء).
تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان برصد الانتهاكات بشكل يومي ودوري وتُصدر تقارير شهرية توثق فيها أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من قبل أطراف النزاع؛ ونظراً لتصاعد عمليات قصف واستهداف المشافي والمرافق الطبية ومرافق منظمة الدفاع المدني خصَّصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً شهرياً لرصد هذه الانتهاكات وكنَّا قد أصدرنا بتاريخ 22/ أيار/ 2016 تقريراً وثَّقنا فيه أبرز الانتهاكات بحق الدفاع المدني السوري منذ تأسيسه.
منذ آذار/ 2013 حتى لحظة إعداد هذا التقرير قتلت قوات الحلف السوري الروسي ما لايقل عن 153 عنصراً من عناصر الدفاع المدني؛ كما ارتكبت هذه القوات ما لايقل عن 230 حادثة اعتداء على مراكز تابعة للدفاع المدني أو سيارات خدمية تابعة له وتُشير هذه الإحصائيات إلى المنهجية التي تتبعها قوات الحلف السوري الروسي في استهداف كوادر ومرافق الدفاع المدني.