على الولايات المتحدة الأمريكية تعويض قرابة 3000 مدني سوري قتلوا على يد قوات التحالف الدولي قبل الرحيل
أولاً: مقدمة:
أعلنَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 19/ كانون الأول/ 2018 عبر حسابه الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” عن رغبته في سحب قواته العسكرية من سوريا، تلا ذلك بيان صادر عن البيت الأبيض أكَّد عملية سحب القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا والممتدة على كامل المساحة شمال نهر الفرات حتى الحدود العراقية شرقاً والتركية شمالاً، لكننا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان نعتقد من جانب حقوقي أنَّ القوات الأمريكية لا يُمكن أن تغادر بكل سهولة بعد أربع سنوات من تدخلها العسكري دون أن تساهم في إنهاء ملفات لا تزال عالقة وبعضها حدث كنتيجة مباشرة لتدخلها العسكري، وهذا ما يحاول هذا التقرير تسليط الضوء عليه من ناحية حقوقية واجتماعية تُراعي استقرار منطقة شمال الفرات.
ثانياً: ستُّ قضايا رئيسة يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية مراعاتها والتَّعامل معها قبل الرَّحيل:
1- تعويض ضحايا القصف الأمريكي وإعادة بناء المنشآت والمباني التي دمَّرها:
طيلة السَّنوات الأربع ارتكبت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عدداً كبيراً من انتهاكات القانون الدولي الإنساني شكَّل كثير منها جرائم حرب، بما فيها حوادث خلَّفت قتلى مدنيين بينهم نساء وأطفال، وقد تسبَّبت عمليات قصف قوات التَّحالف الدولي بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ 23/ أيلول/ 2014 حتى 5/ كانون الثاني/ 2019 في:
ألف: مقتل 2984 مدنياً بينهم 932 طفلاً و646 سيدة (أنثى بالغة)، تتضمَّن هذه الحصيلة على ما لا يقل عن 168 مجزرة، قتل في المجزرة الواحدة خمسة أشخاص فما فوق دفعه واحدة.
باء: ما لا يقل عن 182 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 25 على مدارس و16 على منشآت طبية.
هذه الإحصائية لا تشتمل على المنشآت التي تمركزت فيها قوات أو معدَّات تنظيم داعش الإرهابي.
2- لا يزال تنظيم داعش يُسيطر على 2150كم2 مربع في سوريا:
تقول الولايات المتحدة الأمريكية إنَّها تقود راية الدول التي تُحارب الإرهاب حول العالم، وبناءً على هذا تدخَّلت في سوريا في أيلول/ 2014 بهدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وكنا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان نأمل أن يتمَّ القضاء على هذا التنظيم المتوحش في وقتٍ أقلَّ بكثير من هذا؛ نظراً لاتساع نطاق التَّحالف الدولي والقوات التي تحارب هذا التنظيم، ولا يمكن لأحد أن يُنكر أنَّ قوات التَّحالف الدولي قد قوَّضت وأنهكت تنظيم داعش على نحو كبير، على الرَّغم من حجم الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبَّدها الشَّعب السوري والأراضي السورية، إلا أنَّ تنظيم داعش للأسف الشديد لا يزال يُسيطر على مساحات واسعة في سوريا، ولا يزال يُقاتل حتى لحظة طباعة هذا التقرير، وتُقدَّر المساحة التي يُسيطر عليها التنظيم في سوريا بقرابة 2150كم2 وفق ما تظهره الخريطة التالية: