بيان من منظمات وجهات سورية وغير سورية حول الأوضاع الراهنة في شمال غرب سوريا عقب زلزال تركيا – سوريا الذي حدث في 6 شباط 2023
اللغات
متاح بالـ
لقد مرت أكثر من 96 ساعة على الزلزال، وقد باتت آمال فرق البحث والإنقاذ شبه معدومة في إنقاذ مزيد من الأرواح، لاسيما أنه حتى الآن لم تصلهم أي فرق مساندة في شمال غرب سوريا.
تقف هذه الفرق المحلية وحيدة اليوم، وخاصة أن الفرق التي تساندها في خطوط الإمداد واللوجستيات وإدارة البرامج والعمليات والتنسيق من جنوب تركيا نفسها قد تعرضت لآثار الزلزال بشكل عنيف، مما أدى إلى تعطل كبير في آليات العمل الإنسانية المعتمدة. وقد فقدت المنظمات الإنسانية عدداً كبيراً من طواقمها فيما يعمل العدد المتبقي في ظروف طارئة من ملاجئ أو من داخل سياراتهم، بدون كلل لعلهم يصلوا بصوتهم إلى العالم.
إن كارثة بهذا الحجم تتطلب تضافر جهود دولية بطبيعة الحال: إذ بلغت الخسائر البشرية نتيجة هذا الزلزال في شمال غرب سوريا ما يقارب 2030 من الضحايا، وأكثر من 11000 جريح تم استقبالهم في مشافي شمال غرب سوريا التي تعمل بالأساس فوق طاقتها الاستيعابية، بالإضافة إلى تهدم ما يزيد عن 2000 بناء كليا و 5100 من الأبنية التي تضررت بشكل جزئي مما يترك 11000 عائلة دون مأوى. وسط هذا كلّه، فإن العمّال الإنسانيين المتواجدين في شمال غرب سوريا باتوا يعملون في ظروف مستحيلة وسط نقص حاد في الإمكانيات والمعدات، وقدرات محدودة في القطاع الطبي. وإذ نثمن الجهود الدولية التي تداعت للاستجابة للاحتياجات المتفاقمة في الجنوب التركي وفي التوافد إلى دمشق لدعم فرق الانقاذ وفرق الاستجابة الإنسانية ،إلا أن منطقة شمال غرب سوريا، حيث الأضرار الجسيمة، ما زالت تعمل حتى اللحظة بالموارد المحلية فقط دون دخول أي فرق بحث وإنقاذ أو قوافل مساعدات مخصصة للاستجابة للزلزال. إن العوائق البيروقراطية والسياسية هي السبب الرئيسي لخسارة المزيد من الأرواح البريئة التي مازال بالإمكان إنقاذها.
تطالب المنظمات الموقعة أدناه بما يلي:
السيد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش و منسق الاغاثة الطارئة مارتن غريفيث توجيه كافة
الأليات والوكالات الأممية للعمل بتفويض مباشر من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتجاوز كافة الصعوبات اللوجستية و استخدام كافة المعابر الممكنة عبر الحدود للوصول إلى شمال غرب سوريا و بالأخص كل من:
1. توجيه المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ INSARAG للتدخل فورا عبر الحدود في شمال غرب سوريا، وتوجيه فرق دولية للدخول مع معداتها لمساندة فرق الدفاع المدني في جهود البحث والإنقاذ لمن تبقى.
2. آلية تنسيق الاستجابة للكوارث UNDAC لتقوم بالتدخل فورا عبر الحدود في شمال غرب سوريا لتنسيق جهود الاستجابة بما يتناسب مع حجم الاحتياج الطارئ.
3. تحديد المبلغ المخصص من صندوق الاستجابة الطارئ UNCERF للتعامل بالمرونة القصوى بما يتلاءم مع الوضع الخاص للاستجابة عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، ووضع كافة المقدرات اللازمة بين أيدي المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سوريا.
4. كافة الوكالات الأممية وبرامج الغوث لتقوم بالاستجابة بكامل المرونة اللازمة بما يتناسب مع الوضع الطارئ وبما يتجاوز كافة العقبات اللوجستية واستخدام كافة المعابر اللازمة من الجنوب التركي باتجاه الأراضي السورية.
الاتحاد الأوروبي:
تشميل مناطق شمال غرب سوريا بآلية الحماية المدنية التي سيتم تفعيلها وخاصة دخول المعدات والفرق عبر الحدود لمساندة الفرق المحلية في شمال غرب سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية:
استخدام قدراتها اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط بالتنسيق مع دول الجوار لنقل المساعدات الموجودة في مستودعاتها وتقديم كافة المساعدات لدعم الجهود اللوجستية لكافة الوكالات الإنسانية لتذليل عقبات الوصول باتجاه منطقة شمال غرب سوريا.
السلطات التركية:
العمل على إصلاح الطرق المتضررة الواصلة إلى المعابر الحدودية، وتقديم كافة التسهيلات لدخول فرق الإنقاذ والفرق الطبية التي تحضر لمساندة الفرق المحلية من كافة الدول وبشكل سريع، وكافة التسهيلات لعبور المساعدات والتجهيزات اللازمة في عمليات البحث والإنقاذ.
كافة آليات التمويل الإنسانية والجهات المانحة والشركاء الدوليون:
ضخ مساعدات إضافية تتناسب وحجم الاستجابة الانسانية المتعلقة بآثار الزلزال على المدى المتوسط والطويل وخاصة ترميم السكن تجنبا لتفاقم مشكلة المأوى المستفحلة أصلاً في شمال غرب سوريا، بما يتجاوز المبالغ المخصصة سابقا للبرامج المحددة ضمن خطة الاستجابة الانسانية لسوريا لعام 2023.